د. أحمد الهباهبه
صدم الجميع بما حدث مؤخرًا مع حجاج بيت الله الحرام بما فيها الحجاج الأردنيين والذين توفي وفقد بعضهم خلال أدائهم فرضية الحج، حيث استحوذت القضية على اهتمامات الرأي العام الأردني ومواقع التواصل الاجتماعي، وسط تضارب المعلومات والأرقام بشأن الأعداد النهائية لهم.
فيما قالت وسائل اعلام أردنية أن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تسلّمت إدارة “الأزمة” والبيانات الرسمية، حيث سجلت 68 وفاة حتى الآن تم إصدار تصاريح دفن لهم، والعثور على 91 حاجا من بين 107 بُلّغ عن فقدانهم.
فيما تداول ناشطون أردنيون عشرات الصور والبيانات عبر صفحات تواصل اجتماعي أُنشئت خصيصا “للحجاج المفقودين”، فيما أثير الجدل حول تركيز التصريحات الرسمية على وصف هؤلاء الحجاج “بغير النظاميين”.
وفي تطور لاحق، نقلت وكالة CNN عن وزارة الخارجية في بيانها، إن الأعداد المحدثّة أعدتها مديرية العمليات في وزارة الخارجية بالتنسيق القنصلية العامة الأردنية في جدة ومع الجهات السعودية، حيث يرقد 22 حاجا على أسرّة الشفاء من بينهم 7 حالات حرجة يجري التنسيق لنقلهم إلى الأردن فور تحسن حالتهم الصحية، فيما بدأت إجراءات دفن المتوفين.
وبحسب الخارجية، قال الناطق باسمها سفيان القضاة، إن البحث ما زال جاريا عن 17 حاجا مفقودا، مثمنا في الوقت ذاته جهد السلطات السعودية المختصة في البحث عن المفقودين وتقديم العلاج للمرضى.
وفي الوقت ذاته، قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة إن الوفيات للحجاج غير النظاميين، ليست معروفة لدى الوزارة لأنهم غير مسجلين في البعثة، وأضاف: “بعد النفرة من عرفات تلقينا بلاغات عن عدة وفيات، بعد أن سجّلت أولى الوفيات لامرأة على عرفات وتابعنا حالتها حتى الدفن”، وأشار إلى أن الوزارة لا تملك قائمة مسبقة بأسماء ولا أعداد هؤلاء الحجاج.
وردا على الانتقادات التي وجهت للخلايلة حول تمسك الحكومة بتسمية الحجاج “بغير النظاميين”، قال: “إننا نسمي الأشياء بمسمياتها”، مضيفا أن ذلك لا يعني أنهم ليسوا أردنيين أو لن تكون هناك متابعة لأوضاعهم.
كما أكد الخلايلة، أن تشخيص الطب الشرعي للوفيات هو “الإجهاد الحراري”، مبينا أن هؤلاء الحجاج تركز تواجدهم في منطقة المزدلفة، التي تبعد عن مشعر عرفات نحو 20 كيلومترا، وأن السير على الأقدام لهذه المسافة في درجات حرارة وصلت إلى نحو 51 درجة مئوية لا يمكن تحمله.
ورصدت وزارة الخارجية بالتنسيق مع الأوقاف تطورات الملف، من خلال مكتب متابعة خصص في مدينة مكة لقضايا الحجاج سواء من الوفيات أو المفقودين، وبدأت مطالبات أهالي حجّاج في الأردن لم يتم العثور عليهم للآن، بمعرفة مصيرهم ومحاسبة المسؤولين عما اعتبروه “تقصيرا” في الرقابة على سلامة “مواطنين أردنيين”.
وفي خضم هذه التطورات، طالب أهالي ونشطاء الحكومة الأردنية بفتح تحقيق موسع في القضية، وإعادة النظر في أسس اختيار الحجيج التي تعتمد على العمر سنويا للحج العادي، وفق حصة محددة بلغت هذا الموسم نحو 8 آلاف في البعثة الرسمية.
فيما حمّل البعض مسؤولية ما جرى، لشركات الحج والعمرة التي أطلقت مئات الحملات بتأشيرات زيارة متعددة المرات، مع إبرام تعهدات بتوفير كل خدمات الحجيج مقابل مبالغ مالية مختلفة، في وقت صرح فيه مصدر مسؤول أردني في وقت سابق إن “تحريّات بدأت” حول كيفية خروج هؤلاء الحجاج عبر هذه الشركات.