د. طه الحراحشة
الحج فريضة عظيمة تفرض على من استطاع إليه سبيلاً، وتعد من أركان الإسلام الخمسة ،، المملكة العربية السعودية تتحلى بمسؤولية كبيرة في توفير أفضل الخدمات للحجاج لا ينكرها الا حاقد وحاسد ،، ولكن ضمن ارقام معينة لضمان توفير السكن المناسب، والرعاية الصحية، والسيطرة على الأمور الأمنية وما الى ذلك ،، العدد الزائد عن الاستيعاب المحدد قد يؤثر سلباً على جودة هذه الخدمات ،،
ومن بين التحديات للكثير من المسلمين وخاصة الدول الفقيرة التي تواجه الحجاج، يأتي ارتفاع تكلفة تأشيرة الحج كعائق كبير يمنع الكثيرين ممن يتوقون لأداء هذه الفريضة من تحقيق حلمهم ،، فقد يضطر البعض إلى بيع ممتلكاتهم أو إنفاق كل مدخراتهم لتغطية تكاليف الحج ،، هذا الواقع يجعلنا نتساءل عن كيفية تحقيق التوازن بين التكاليف والدخل ،،
عند مقارنة الخدمات التي تقدمها المملكة العربية السعودية فلن يكون هناك منافس ،، لنجد أنها الأفضل من حيث تأمين السكن والمواصلات والرعاية الصحية وكرم الضيافة ،، لكن للأسف، يتحول الحج في بعض الأحيان إلى منصة إعلامية سياسية، حيث ترفع فيه الأعلام، وتُطلق التنديدات والدعوات ضد الحكام،، متناسين أن الحج شعيرة وفريضة لا رفث فيها ولا فسوق ،،
الحجاج مطالبون بأداء هذه الفريضة بكل احترام وتقدير للمكان والزمان. وبعد إتمام الحج،، لهم منابرهم السياسية ويمكنهم التعبير عن آرائهم بحرية ان سمح لهم في بلادهم ،، مع مراعاة حق الطرف الآخر في الرد دبلوماسيا او اعلاميا ،،
ان الشعب السعودي يُعرف بكرمه وطيبته، فهم لا يتوانون عن تقديم الطعام والشراب وحتى المساعدة المالية للحاج المحتاج ،، هذه الروح الطيبة تظهر في كل موسم حج، مما يعكس كرم وضيافة السعوديين. نسأل الله لهم العون والتوفيق، وأن يجزيهم خيراً على جهودهم ،، وندعو الله أن يتقبل من حجاج هذا العام دعواتهم وأعمالهم الصالحة ويغفر لهم ،،
الحج تجربة روحية عظيمة تتطلب من الجميع احترامها وتجسيد القيم الإسلامية الحقيقية، بعيداً عن أي توجهات سياسية أو أجندات شخصية ،،