هلانيوز/ عمان
&&&&
يلا نبدأ الحفلة الكوميدية، تعالوا شوفوا الهرج والمرج اللي صاير بين الحروف، زي مسرحية كوميدية بدون تذاكر! (أ) قرر يعلن الحرب على (ب)، زي واحد غاضب من شريكه في اللعبة لأنهم خسروا الجيم. (ج) قرر ينط على الساحة ويشتم (د) علنًا بدون خجل، كأنهم في سوق الحسبة والناس واقفة تتفرج. (ب) اللي فاكر حاله رامبو، يلطش (د) كفّين على وجهه ويكسر له أسنانه، كأنه في مشهد من فيلم أكشن رديء.
(أ) قاعد يغلي من القهر لأن (ب) سبقه في اللطشات، فبدل ما يفكر بعقله، يروح يتحركش بـ(ج) ويقول له: “والله لأورجيك يا زفت!”، زي اللي فاكر حاله بطل الحارة. (ج) يغضب غضب العاشق المخدوع، ويرد على (أ) بوضع ملاقط غسيل في آذان (ب)، وبعدين تنتشر صور الملاقط على الفيسبوك والإنستجرام، و(ب) يصير وجهه زي الطماطم الحمراء من الحرج، فيروح يلم بعض القواميس البذيئة وينثرها بين (أ) و(ج) و(د).
(د) مش قادر يسكت، يصدر بيان استنكار زي بيانات الأمم المتحدة، ويقول: “ما بصير هيك، وتوعد بالرد”، يجيه (ج) يقول له: “وأنت شو دخلك، لست المقصود”، فينط (أ) ويقول: “بل مقصود، والزلمة فيكم يتحركش في (ب)”.
(ج) مش فاهم شو صاير، يروح ل(ه) ويوسطه ليعرف ليش (أ) واقف مع (ب)، مع أنه كان ضده، فيجي (أ) ويقول: “اللعبة تغيرت، اليوم مع (ب) بكرة مع (و) اللي بعده مع (خ)”، الحروف اجتمعت بس نصهم غايبين لأسباب غير مفهومة، يمدّوا ويشدّوا، يطقّوا ويمقّوا، الفاعل تكاتف مع المفعول، والـحادي زانخ على البادي، الكل يراشق بعض بالنظرات، نظرة حمراء تقطع خلف النملة، نظرة سوداء بلا كهرباء تجعل من الهمس عشقًا، ونظرة خضراء تجعل الحيوانات ترعى في الحشيش.
المشكلة مش في (أ) و(ب) و(ج) و(د)، المشكلة أن تداخلاتهم أعجزت حتى عباقرة الرياضيات، ولو عاد الزمن بفيثاغورس، كان طلب الموت على يد أي حرف. ولو كان الخوارزمي موجودًا، كان ضحك حتى يقع على قفاه وقال: “اخترعت الصفر من أجلكم، عيشوا مع الصفر حتى يظهر ما هو أقل منه”.
يا شعوب العالم، حروب الرياضيات لا يفهمها حتى اللي قايم عليها، لأنها حروب مطلوب منها ألا تعرف مين مع مين ومين ضد مين، وليش ضد كيف، وكيف ما زالت تبحث عن أين.
يا رب، عقلي، عقلي يا رب!
&&&&
كامل النصيرات
المقال المنشور يوم أمس في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (٠٧٩٩١٣٧٠٤٨)
((ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها ))