هلانيوز/ عمان
&&&&
أعترف بأنني أهرب من الأخبار ما استطعت؛ أقصد الأخبار من القنوات الفضائية.. لا أريد أن أعتاد على كلّ هذه الصور القادمة من غزّة.. فرغم صمود المقاومة الأسطوري إلّا أن رائحة الموت كريهة.. ومشاهد الخراب الممنهج والإبادة التي تجري على عين العالم المتحضّر الكاذب؛ تجعلك على يقين أن وجودك هو المشكلة لهذا المتحضِّر.
غزّة؛ غيّرت العالم.. أوقفت مخططات واستراتيجيات.. غزّة وطوفانها ليسا في البقعة الجغرافيّة الصغيرة التي حوّلتها الدولة اللقيطة إلى ركام ومقابر جماعية؛ بل غزّة في كل شارع وجامعة.. تهبط على الجيل الجديد بمختلف ألوانه وجنسياته وجيناته وتعيد الإنسان إلى السؤال الأول: لماذا الحياة إذا كان الموت هو هدف الحضارة..؟!
من يظنّ أن الثمن باهظ جدًّا – وأنا ممّن يظنون ذلك _ فعليه وعليَّ معه أن يكون على قناعة أن الثمن له نتيجة كبرى في النهاية وهو تحرير البلاد والعباد ومعه تحرير العالم أجمع من بقايا العبودية والنظرة الدونية للبشر كل البشر.. قد تعتقدون بأنني حالم؛ ولكنها الحقيقية التي إن لم أعشها فسيعيشها أبنائي وأبناؤكم مهما كان منظر الموت الآن كريها ومهما توالت المشاهد كي تحبطك وتقيّد عقلك عن الفعل الثوري.
غزّة الآن هي مفتاح العالم للتغيير. والمقاومة هي حامل المفتاح؛ وشعب غزّة هو الباب الذي سيعبر العالم من خلاله إلى عالم جديد بلا دولة لقيطة ولا ربطات عنق لساسة كبار يصغرون أمام أشلاء طفل في غزّة..!
&&&&
كامل النصيرات
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (٠٧٩٩١٣٧٠٤٨)
((ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها ))