تحاول أن تفهم ما يجري؛ أقصد كل ما يجري فلا تستطيع.. كل الذين أحرقوا خلايا أدمغتنا بالتحليل لم ترفع لهم راية مبصرة.. بل ويدخلوننا في دوامة نحن نبحث من خلالها على بصيص الأمل.. وهذا البصيص يبصبص على كلّ شيء إلّا على اليقين..!
أتذكر في بواكير العمر أنني اصطدمتُ بأحجية ظلّت معي طوال الأيّام تتجلّى ولا أجد لها حلًّا قاطعًا .. تقول الأحجية: إذا جاءك من يقول لك: أنا كاذب.. فهل هو صادق في جملته أم كاذب؟ إن قلت هو صادق فإنك تتناقض مع اعترافه .. وإن قلت كاذب فإنك تنسب إليه الصدق وهو يعترف بعكسه.. جملة لا حلّ لها مع المنطق وتدور معك حيث تدور..!
الواقع الآن هكذا.. مع أنه واقع .. لكنه يقول لك: أنا كاذب.. فإن تعاملت معه على أنه واقع صادق فإنك أخذت كذبه وتهت معه وإن تعاملت على أنه واقع كاذب فاتك صدق ما ترى وتهت في أوجهه المستترة..!
هي محنة الفهم والتعاطي.. فإن ارتكنتَ إلى فهمك؛ خرج إليك الواقع بتفاصيل ينسف لك فهمك نسفًا.. وإن ارتكنتَ إلى التعاطي مع الواقع؛ وقعت في فخّ تناقضاته..!
آسف.. أتفلسف عليكم دون جدوى.. ما أردتُ قوله: الواقع واقع على رأسك وليس لها إلّا الله..!
&&&&
كامل النصيرات