د. مفضي المومني.
2023/12/17
صديقي الاديب المترف لغة وفلسفة د. بسام هلول… كتب مقالة تحت عنوان( غزة اكثر فكرا من متكلميها)… واصفا حال الكاتب، في ايام غزة الخالدة، والذي تحاصره الكلمة وتعوزه العبرات…وكيف يصبح البوح عبئاً على صاحبه… وتصغر الافكار وتندثر المعاني امام طهر الشهداء…وبسالة المقاومة…امام قوى همجية صهيوامريكية واستعمارية… لا تألو في تدميرنا وإبادتنا جهداً ولا كذباً، وكأننا امم رعاع لا قيمة لنا… ولا وجود… وتصفيتنا وجوب… فهل نفهم..!؟.
قلمي مكسور الظهر… وجملي تائهة… والكتابة لا تغريني في ظل هول المشهد وبشاعته، وتنطع متسلقي الكتابة للمدح والردح والتسحيج المذموم، متناسين ضمير الامة… محاولين جرنا الى فزاعات بالية وأحاديث ممجوجة… وكتابات سطحية… علهم يغنمون ما غنم غيرهم.
ومع اني اكتب اساساً في الشأن التعليمي والاكاديمي والمهني والتقني، إلا أن غزة تقدمت على كل شيء… وبات قلمي وفكري مسكونين للمشهد الغزي… ببطولته والقه… وعنفوانه… ولاننا بشر واخوة… ووجع اهل غزة وفلسطين وجعنا… وجع الخاصرة والقلب والذات… تنحيت أن أكتب إلا لغزة وفلسطين… وعلى استحياء صدقوني…!.
اليوم من وحي غزة… وتصريحات معاتيه المحتل… وما نعرفه سابقا من مشروعهم التوسعي وإسرائيل الكبرى… والمذابح التي اوقعوها بشعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية…منذ النكبة وما قبلها ولتاريخه يستفزنا السؤال…ماذا ننتظر..؟.
يخرج علينا سياسيونا وبعض الشخصيات والمتحزبين الجدد ليقولوا لنا… أن هذه التصريحات عن الاردن ( إعلان حرب)… وسلامتك وتعيش..!
ويخرج آخرون ليطوعونا على إستمراء الذل والهوان وأننا ..بالمختصر المفتشر (بنقدرلهمش)… واننا لسنا بحمل مواجهتهم ومواجهة امريكا… واقول لهم نعم والف نعم… في ظل السياسات الإنهزامية وتدجين الشعوب…وتحويل الأمة عن اهدافها..!.
ونتناسى ان فصيل مقاوم عمل على نفسه فعل ما لم تفعله جيوش الامة عبر تاريخ الصراع… واعاد القضية الفلسطينية إلى العالم… واذاق المحتل ذل الهزيمة والهوان…وحرك العالم والشعوب الحية.
وهذا الدرس الذي يجب أن يكون برنامجا سياسيا واقتصاديا لحكوماتنا لنعوض ما فات، وبذات الوقت درس لاحزابنا الناشئة والمنشئة لتغير ( كلاشية العمل والفعل الحزبي المجتر والمكرر..!)، بكل صراحة الأردن في عين المعركة والإستهداف من الصهاينة وشركائهم الإستعماريين، ونسمع وندفن رؤوسنا بالتراب… والدور قادم علينا بعد غزة وفلسطين… وغبي من لا يفهم ذلك.
ما العمل..؟؟؟
اقتراحي حكومة وطنية، تؤسس للمواجهة بغير ادوات الجيوش التقليدية، ولا مانع من الإستعانة بتجارب قوى التحرر، العسكرين النظاميين يجب أن يتعلموا ويضيفوا لاستراتيجياتهم… اسلوباً ومقتربات عسكرية جديدة مثل( عبد الفتاح 110، وصواريخ رعد 1 و 2 و… وعبوات العمل الفدائي، والتفخيخ، والطائرات المسيرة، والمسافة صفر وغيرها وغيرها… من شبكات انفاق ومضادات طائرات فردية…الخ) والكثير الكثير مما يمكن توفيره والعمل منذ اللحظة عليه لتوفير ردع استراتيجي، دفاعي وهجومي ممنهج ومنظم تحت سيطرة الدولة، الاردن في عين المعركة ويجب ان نجهز بلدنا وأن لا نكتفي (بحفارة الكوسى… !) وأنا لا أهذي هنا… وربما يدرك الجميع الخطر وأن العدو المحتل لا يوقفه عن غيه واحلامة إلا الردع.
في الجانب الآخر يجب على الحكومة الوطنية أن تعيد خدمة العلم والتدريب والجيش الشعبي والتسليح الشعبي… ليكون كل هذا رديفاً لقوة الردع…قد لا يغيب كل هذا عن قيادتنا وقادتنا العسكريين.
إضافة لكل هذا تمتين الإقتصاد والأمن الغذائي والمائي، والطاقة، وعدم تركيز محطات الطاقة والوقود وتوزيعها في كل المحافظات، لأن استهدافها يشل حركة البلد لا سمح الله.
غافل من لا يدرك كل هذا وغافل من يأمن جانب الصهاينة، الاردن ليس بحاجة لتصريحات مترفي السياسة والصالونات السياسية… والباحثين عن المشيخات والجاه والوجاه والتكسب، نحن احوج ما نكون لبناء استراتيجيات المواجهة والردع وبطرق غير تقليدية…وأن لا نستكين للترويض وتقبل الذل والهوان… قادرون ان نصنع المعجزات إذا قررنا… بمواردنا وإنساننا وكرامتنا… ثقافة الكرامة والوجود والردع يجب أن تكون نبراسنا لقادم الأيام… البلدان لا تحمى بالتصريحات وثرثرة الساسة..!، والإنبطاح ليس دستورا ولا ثوبا تقبله عزتنا وكرامتنا…مهما تفذلك المتخاذلون… ابحثوا في غزة وطوفان الأقصى وفيتنام ستجدون الإجابات….حمى الله غزة وفلسطين… حمى الله الاردن.