أكتب لكم والهدنة في يومها الثاني.. والحقَّ أقول لكم عن إحساسي وهو غير ملزمٍ لأحد: أنا غير مرتاح؛ رغم أن الهدنة تعتبر انصياعًا لشروط المقاومة؛ والعدوّ أقدم عليها رغم أنفه؛ إلّا أنني لا أثق بهكذا عدوّ يمنع الفرح ويقتل كل من يدعو إليه..!
لديّ إحساس أن قادة “إسرائيل” لم يشبعوا بعدُ من الانتقام؛ فمن لديه قوّة مفرطة وفاقد للبوصلة وفي ظهره أمريكا لا يمكن إلّا أن يكون مغترًا وطاغية وأعمى حقوق وإنسانية..! وأن فصل الدم الأكبر قادم لا سمح الله..!
هزّتني مشاعر وطقوس اللقاءات بين الفلسطينيين المفرج عنهم مع أهاليهم؛ كل واحد وواحدة فيهم وفيهنّ حكاية مليئة بالدهشة والآكشن والدموع بشقّيها المحزنة والمفرحة.. كان اليوم الأوّل حرّاقًا كما يقولون..!
كما هزّتني مشاعر وطقوس العائدين إلى بيوتهم؛ حيث لا بيوت.. بكاء وألم وبحث عن مأوى وأسئلة عن المصير وذكريات مع بيوتهم التي قصفت وتهدمت .. ما أجبن الإنسان حين يتشاطر على حجر وشجر وطفل وامرأة..!
أتمنّى ألا يكون إحساسي صادقًا.. وأن تنتهي الحرب.. أتمنى أن تلتقط المقاومة أنفاسها وتعيد ترتيب شؤونها من جديد؛ فقد فعلت بطولات وبطولات و بقيّة الحكاية بحاجة إلى بطولاتٍ أكثر وأكبر؛ لذا فإن القادم أخطر وأصعب..!
سأحاول في الكتابات القادمة أن آخذ استراحة من الكتابة عن الحرب طوال خمسين يومًا وتعود مقالاتي لسيرتها الأولى.. إلّا إذا حدث ما لا يمكن تجاوزه..!
عاشت المقاومة.. وعاش معها طريق الانتصار.
&&&&
كامل النصيرات