كتب ماجد القرعان
خرج رئيس وزراء الكيان الصهيوني النتن ياهو أمس الأحد بحديث متلفز كشف فيه عن الحالة التي يعيشها وقادة الكيان من ارتباك وعدم اتزان جراء ما يعانيه جيش الإحتلال في قطاع غزة من مقاومة شرسة وخسائر فادحة وما يواجهونه من صمود غير معهود في وجه غطرستهم المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من دول الغرب.
تمثل ذلك بتوجيهيه مفردات اعتبرها مراقبون بمثابة اهانة مباشرة لقادة العرب الذين يقلقون على مستقبلهم حيث يأتي حديثه بعد مخرجات مؤتمر الرياض التي اعتبرها كثيرون مخيبة لآمال العرب والمسلمين .
النتن قال بالحرف الواحد ” المطلوب الصمت … فيما يتعلق بزعماء الدول العربية الذين يقلقون من أجل مستقبلهم اقول لهم شيء واحد انتم عليكم الإلتزام والوقوف ضد حماس ”
وزاد مشددا ” حماس جزء من محور الشر الذي يهدد العالم وانا متأكد ان العديد من الزعماء العرب يعرفون ذلك وسنعمل على المستوى الدولي بان يكون لنا مناورة ” دون ان يوضح مآلات وغايات تلك المناورة والمطلوب من القادة العرب .
حديث النتن لا ينم فقط بانه ابتعد عن الكياسة السياسية في الخطابة فقط حتى وان كان هنالك من يلعبون معهم من تحت الطاولة على حساب الشرف والكرامة العربية بل يؤكد وبما لا يقطع الشك انهم ماضون بعنجهيتهم وغطرستهم وأن دوافعهم الحقيقية ليست عملية طوفان الأقصى التي تُعتبر أمر طبيعيا ومتوقعا بالنسبة لشعب تم اغتصاب اراضيه ويعاني الاضظهاد والقهر لأكثر من 75 عاما من ممارسات المحتل تحت سمع وأنظار المجتمع الدولي .
الغائب عن ذهن الكثيرين ما حققته عملية طوفان الأقصى من مكتسبات كبيرة خلال السويعات التي دخلتها الى أراضي الـ 48 المحتلة والذي أثار واقلق قادة عدة دول اضافة الى قادة الكيان وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول أوروبية اخرى وتمثل ذلك في وصول المقاومة الى أهم منشأة استخباراتية في العالم قاعدة أوريم العسكرية “يَرْكون” والإستيلاء على كافة موجودها من الوثائق والملفات والتجهيزات المعقدة التي تحتوي على معلومات خطيرة تتعلق بالعديد من الدول التي تستهدفها القاعدة بعمليات التجسس ورأينا كيف كان سارع الرئيس الأمريكي الى اعلان وضع كافة امكانات وقدرات الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة اسرائيل وكذلك فعلت بريطانيا ودول غربية اخرى .
والمستفز ثانيا لقادة الكيان الصهيوني ان المقاومة بعمليتها النوعية هذه كسرت شوكت اسرائيل عسكريا وأمنيا أمام حلفائها وكشفت للمحللين ان الإعداد للعملية قد اخذ وقتا طويلا وان المقاومة نجحت في تطوير جهازها الإستخباراتي وتعزيز قدراتها العسكرية بعيد عن الرصد الإسرائيلي وبات لديها قدرات تخطيطية وامكانيات لوجستية لم تكن بالحسبان مكنتها من اختراق القدرات الإستخباراتية التي كان الكيان يتغنى بها .
تعد قاعدة أوريم العسكرية “يَرْكون” من أهم المنشآت للتجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهي مقر عمل الوحدة 8200 التي تعد أبرز وحدات المخابرات العسكرية الإسرائيلية والمعروفة اختصارا باسم “أمان”، وموقعها في مدينة هرتسيليا شمال تل أبيب.
أُنشئت القاعدة بتعاون أميركي وبريطاني وكندي وأسترالي ونيوزيلندي، لاعتراض المكالمات والتجسس عليها في جميع أنحاء العالم، وتضم 30 هوائيا بأحجام مختلفة، بالإضافة لصف كامل من الأطباق الفضائية والرادارات والأبراج. وتخضع لحماية أمنية مشددة، تتمثل بأسوار عالية، وبوابات إلكترونية وأسلاك كهربائية وكلاب بوليسية.
وتبقى الحقيقة التي لا يدركها قادة الصهاينة ان اسرائيل ولدت لتموت