من الواضح تمامًا أن غزّة ستبقى لوحدها تقاتلُ وتُقتل.. وما ذرّ الرماد في عيونها إلّا “سياسة”.. وإذا دخلت السياسة بين أفراد عائلة فإن التيه مصيرها والفُرقة المحتومة..!
لا قمم عربية وإسلامية ستنقذ غزّة؛ بينما ستبقى هي قابضةً على جمر العروبة وجمر الإسلام..! لا خطابات ركيكة ينقصها التنقيح والتشكيل والقراءة الصحيحة ستنصف غزّة.. بينما هي ستبقى تجلجل في خطاباتها البليغة التي تحرّك الوجدان والضمائر لمن يريد أن يتحرّك..!
ها هم العرب حتى بالجماهير يعتادون على أعداد الشهداء اليومي فما عادوا يملأون الشوارع كما أوّل أسبوعين.. لماذا يتناقصون ؟ لماذا يكتفون باللتّ والعجنّ خلف الشاشات وكأن الغزّيين الآن جالسون خلف الشاشات أيضًا ويقرأون ما يصدره لهم العرب من بوستات وردح متبادل.. وكأن مواجهة هذا الذبح وإيقافه لا يكون إلّا بالثرثرة..!
سيموت من أبناء غزّة في اليوم العشرات والمئات.. وسينزح عشرات الألوف أيضًا.. ولكن غزّة لن تموت ولن تنزح.. وستحبل نساؤها في كلّ ظروف القهر والدم واليُتم.. وسينجبون لكم “أبناء الحرب”.. وسيصبحون أمراء القصف و الدكّ.. وستحاسبكم على كلّ لحظة تركتموها تُقتل على مرآكم ومسمعكم ..!
غزّة لن تسامح إلّا كلّ معذور.. والمقاومة لن تنتهي.. والحرب لعبتها رغم نقيع الدم وتعب عزرائيل اليومي من قبض الأرواح..!
غزّة توثّق كلّ شيء.. وعند الحساب لن يفيدكم جمعٌ وطرحٌ وقسمةٌ لأنكم خنتم جدول الضرب ودخلتم دروب المعادلات الخاطئة..!
لن أبيعكم حشيشًا سياسيًّا وأقول لكم: برافو.. بل بئس ما تصنعون.. والحساب يجمع..!
&&&&
كامل النصيرات