بعد أن تضع المجازرُ الصهيونيّة أوزارها.. هل أستطيع أن أقول لابني أو ابن الجيران: لقد حان وقت التطبيع مع “إسرائيل” يا ولدي؟ هذا الولدُ الصغير الذي كان يتفلّتُ طوال الوقت مثل أبناء العرب جميعًا لكي يذهب ويحارب “إسرائيل” ويستشهد إن لزم الأمر..! هذا الولدُ الذي طرح عشرات الأسئلة البدهيّة في كيفيّة وقف المجازر وكيفيّة القضاء على “إسرائيل” بل إنه ومعه ملايين الآطفال طرح السؤال الصعب الذي نحاور ونناور في الإجابة عليه بطريقة نخشى معها أن يفهمنا الصغير خطأ؛ وهو: لماذا لا يتدخل الله ويمحق “إسرائيل”..؟!.
من يجرؤ بعد الآن.. وبعد أن أغرقتنا “الدولة اللقيطة” في بحر من دماء أشقائنا؛ أن يتكلّم عن التطبيع؟ هذه المجازر صنعت بنا نحن الكبار حواجز لا تستطيع كل دبلوماسيات الإعجاز على ردمها أو فتح ثغرة فيها؛ فكيف بالجيل القادم الذي تابع القتل الجنوني والدم المتطاير في الاتجاهات المليون؛ وتابع كل أشكال الكذب والنفاق وسقوط زعماء العالم.. وكل ذاك لم يقله أحد له؛ ولم يفسّره أحدٌ له، بل كان بكامل الوضوح صوتًا وصورةً وفي بثٍّ حيٍّ ومباشر..!
ما أردتُ قوله.. من أراد أن يطرح ولو تلميحًا موضوع التطبيع مع الدولة اللقيطة فهو يعبث بالوقت وليس إنسانًا سويًّا.. فليس بعد الذي كان ويكون الآن ما يدعوك إلّا للثأر والثأر فقط..!
بالمختصر: لم ينسَ أحدٌ منّا – نحن الكبار – للآن؛ من صفعه عندما كان صغيرًا.. وما زال يحمل نحوه الغضب والرفض.. فكيف بمن يتشكّل الآن وقد امتلأ حتى طفح من صور القتل والدمار لمن همّ خاصته في الدين والتاريخ واللغة والجغرافيا..!
موضوع التطبيع بعد الآن؛ اعتقد أنه “طابق واتسكّر”.. إلّا إذا أردنا أن ندخل جنون السياسة كما دخلنا جنون الحرب..!
&&&&
كامل النصيرات