فارس الحباشنة
ليس كل الفلسطينيين والعرب داعمون ومؤيدون ومتضامون لما يجري من ابادة ودمار وتهجير في قطاع غزة. في صحيفة» لوبوان « الفرنسية نشر الكاتب المغربي الطاهر بن جلون مقالا عنوانه « اعلان موت القضية الفلسطينية».
و في المقال فان الكاتب المغربي بن جلون يسيء الى المقاومة الفلسطينية ويتهم المقاومة بقتل مدنيين اسرائيليين، وقطع رؤوس اطفال ونساء، وترويع للسياح الاجانب. و كما هاجم بن جلون في مقاله الاسلام، واتهمه بالداعشية، وتبنى الرواية الغربية التي راجت في الايام الاولى من حرب غزة، واتهمت المقاومة بالدواعش وشنت حملات اعلامية لدعشنة المقاومة، و نشر الاعلام الغربي والاسرائيلي صورا مفبركة لمقاومين يحملون اعلام داعش. و يشعر بن جلون بالحزن جدا للهجوم الذي نفذته حماس يوم السابع من تشرين اول الجاري. ولدرجة انه شعر بالرعب من هجمات اصابت الانسانية جمعاء بالصدمة والاستنكار. و في الاعلام الغربي اعتذرت وسائل اعلامية كبرى عن نشرها اخبارا وتقارير تتهم المقاومة وحركة حماس بقطع رؤوس الاطفال الاسرائيليين. وحتى الرئيس الامريكي بايدن تراجع خلال اجتماعه مع الطائفة اليهودية في البيت الابيض، وقبل ان تنقل صحيفة واشنطن بوست، عن المتحدث باسم البيت الابيض قوله ان « الرئيس بايدن ولا أي مسؤول أمريكي رأى أي صور أو تأكد من صحة تقارير بشأن ذلك بشكل مستقل».
مقال بن جلون ليس مستغربا. وفي الغرب هناك منظمات ومراكز دراسات وابحاث توظف عربا، ويجندون لمهمات في القضايا و الشأن العربي والاسلامي، ويكتبون دعاية اسرائيلية وغربية، وباللغات الانجليزية والفرنسية والاسبانية، والبرتغالية.
و تذكرون في حرب العراق الثانية وسقوط بغداد، وكيف هبوا في الصحافة والاعلام المرئي العربي والغربي ليروجوا الى رواية « الرئيس بوش» حول النووي العراقي، وعلاقة نظام الرئيس الشهيد صدام حسين في تنظيم القاعدة.
و نسجوا في خيال الرأي العام العربي والغربي صورا سوداء عن العراق ونظامه السياسي وقدموها على طبق من ذهب امام الدبابات والمدرعات والطائرات الامريكية لتغزو وتحتل وتدمر العراق وتشرد شعبه وتفكك مؤسساته وجيشه الوطني، وتنهب ثرواته، وتقيم حكما وديمقراطية طائفية.
القضية الفلسطينية في فصول ومراحل تطور الصراع مع الكيان الصهيوني في كل مرة تضع العقل والضمير العالمي امام اختبار عسير. المؤرخ توينبي عندما زار فلسطين، وقد رأى بعينه الواقع دون مؤثرات اسرائيلية، قال حرفيا في تعريف دولة اسرائيل انها خطأ تاريخي. و المؤرخ والمفكر الفرنسي روجيه جارودي، والذي اصدر روايات وسرديات تاريخية مضادة للاساطير الصهيونية. وخاض حروبا فكرية وسياسية في باريس «عاصمة النور والتنوير» في اوروبا والغرب، واتهم بالعداء للسامية، وحوكم وطورد وطالب متطرفون من الراديكاليين بقتله. و ينبغي الحذر و الانتباه.. وسواء في حالة بن جلون وغيره من ادباء ومفكرين وسياسيين واعلاميين عرب وعجم يدخلون الى بيت «الطاعة الصهوني « ظنا واعتقادا ان الوصول الى الشهرة والعالمية والنجومية والجوائز الذهبية في الادب والفن، والسلام حتما سوف يمر بتزكية ومباركة من بيت الطاعة. فلا تستغربوا سماع خبر يقول: ان الطاهر بن جلون سينال جائزة نوبل للاداب، وينضم الى نادي اصحاب نوبل، وذلك ليس تكريما لاعماله الروائية : «تلك العتمة الباهرة»، و»موحي الأحمق، موحي العاقل» و»صلاة الغائب» و»طفل الرمال» و»ليلة القدر»، بل ان جائزة نوبل ستكون مقابل هذه المقالة في شتم المقاومة الفلسطينية ودعشنتها، واعلان موت القضية الفلسطينية.