كتب ماجد القرعان
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم أمس الخميس الى دولة الإحتلال في زيارة تضامن ودعم لها على خلفية عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم السبت الماضي لتنهي اسطورة الجيش الذي لا يُقهر وتُضعضع كيانه بصورة أذهلت العالم وهو أمر متوقع ولو بعد حين ويأتي ردا على الظلم والقهر والإضطهاد الذي عاشه ويعيشه أبناء فلسطين من قبل جيش الإحتلال .
الملفت في زيارة بلينكن انه وبعد ان ينقل لقادة دولة الإحتلال موقف ادارته التي اعلنها رئيسه بايدن من جاهزية تزويدها بكل ما تحتاجه من دعم عسكري ومالي لتمكينها من مواجهة اصحاب الحق المنافحين عن ارضهم وأعراضهم وكرامتهم سيقوم بزيارة الأردن للقاء قيادتها .
اردنيا نقدر للولايات المتحدة الأمريكية الصداقة التاريخية التي تربطنا بهم والمفترض انها تقوم على المصالح المشتركة لكلا البلدين لكن الغائب عن ذهنيتهم ان المصالح المشتركة لا تشمل المواقف الوطنية والقومية للمملكة الأردنية الهاشمية وبخاصة موقفها من القضية الفلسطينية حيث لا مساومة عليها .
زيارة بلينكن تذكرني بالزيارات المكوكية لكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية الى المنطقة في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب ومن ضمنهم صهره جاريد كوشنر بغية تسويق ما سميت بصفقة القرن وأذكر حينها وفقا لما نشرته وسائل الإعلام المحلية والدولية ان موقف الأردن الثابت من الصفقة المشبوهة لم يتزحزح قيد أنملة ما دفع ادارة ترامب الى ممارسة اعنف واشد الضغوط علينا وخاصة الإقتصادية منها وتحملنا ما تحملناه رغم ضعف مواردنا وامكانياتنا من جهة وتخلي بعض الأشقاء من جهة ثانية عن دورهم ومسؤولياتهم تجاه الأردن الذي يُمثل لهم عامود الإرتكاز الأمني في المنطقة وبالمقابل كان زوارنا يغادرون بخفي حنين .
فماذا يريد بلينكن من زيارته الى الأردن ؟
ما جرى في الأيام الماضية بشأن القضية الفلسطينية وتداعيات عملية طوفان الأقصى التي هي رد فعل متوقع على الممارسات اللانسانية والوحشية لدولة الإحتلال بشهادة الشعوب في أرجاء المعمورة عبر عنه قائد الوطن جلالة الملك في خطاب العرش الذي القاها بالأمس خلال افتتاحه الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر حيث اعاد التأكيد على موقف الأردن من القضية الفلسطينية وسبل احلال السلام في المنطقة وأقتبس في هذا السياق مما جاء في خطاب جلالته الأتي
1- إن ما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هي إلا دليل يؤكد مجددا أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنتهي دوامات القتل التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.
2- لا أمن ولا سلام ولا استقرار من دون السلام العادل والشامل الذي يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد.
3- ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا.
4- سيظل موقف الأردن ثابتا، ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية.
5- سيبقى الأردن في خندق العروبة، يبذل كل ما بوسعه، في سبيل الوقوف مع أشقائه العرب. الذي أكدته
وبعد … مستر بلينكن
ماذا تتوقع ان تجني من زيارتك للاردن الذي لم تتغير مواقفه يوما ما من القضية وهي ذات المواقف في عهد الإدارات السابقة وكذلك التي أكد عليها جلالة الملك يوم هنأ رئيسكم بفوزه .
معذرة مستر بلينكن .. ان كنتم جادين فعلا في ادارتكم لحل القضية ولا اعتقد ذلك بسبب هيمنة الصهيونية العالمية فالحل لا يكمن بالتأجيج كما فعلتم بارسالكم حاملة طائرات للمنطقة وتسيير طائرات تنقل معدات عسكرية لدعم الدولة الغاصبة لتبيد شعب متمسك بأرضه وكذلك تحديكم الشعوب الحية والحرة بانكم لن تتخلوا عن دعمها مهما كان الثمن بل نرى ان الحل بالنسبة للدول العظمى التي يهمها مستقبل شعوبها كما الولايات المتحدة الأمريكية يكمن بوضع حد لتمادي الطرف الغاصب في غيه وعنجهيته ضد اصحاب الحق ولا ارى انكم قادرون على ذلك .
فأهلا بكم ضيفا معززا مكرما كما هي عوائدنا وعسى ان يُسجل التاريخ يوما ما ان احدى ادارات الولايات المتحدة الأمريكية لم تخضع لهيمنة الصهيونية العالمية