فارس الحباشنة
السؤال من داخل فلسطين المحتلة وقطاع غزة، كيف استطاعت المقاومة ان تجمع قوتها العسكرية، ورغم ظروف الحصار المطبق على القطاع ؟ على شاشات اعلام الضفادع سمعنا كلاما كثيرا من خبراء ومحللين عسكريين، ولكن ما احد قال الحقيقة، ما هو سر ولغز مصدر قوة المقاومة،
ومن اين تزود المقاومة في السلاح والعتاد والدعم اللوجيستي، ولنقول للدولة الداعمة والراعية للمقاومة، شكرا ؟
و المقاومة في اول ايام معركة طوفان الاقصى بددت مبدأ توراتيا « المستوطنات الدينية «، ووجهت ضربات في عمق الوجود الاسرائيلي، وسيطرت على 7 مستوطنات في غلاف غزة المحاصر، وخرجت من القطاع، وقامت في عمليات عسكرية وانزال جوي وبري وبحري على المستوطنات، واعتقلت عشرات من المستوطنين، ورقما غير مسبوق في وقوع قتلى وجرحى. و هل سوف تكتفي المقاومة في الوقوف عند حدود غلاف غزة، ام انها سوف تكمل طريقها الى تل ابيب ؟
و من اول ايام معركة طوفان الاقصى والتعليقات والهواجس الاسرائيلية تكبر وتتفجر حول القوة العسكرية للمقاومة. و المقاومة ظهرت في قوة عسكرية وتكتيك ميداني، ودعم لوجيستي، وصناعة متطورة للصواريخ والمسيرات، واضافة الى اداء مقاتلي المقاومة، والخبرة والتدريب الميداني، وما برح ان يهز عرش اسطورة التفوق و القوة الاسرائيلية.
القبة الحديدية تهاوت، وصوايخ المقاومة دكت مستوطنات غلاف غزة وما بعدما، اظهرت عيوبا وعجزا في المنظومة.. والساعات الاولى من معركة طوفان الاقصى اظهرت اخفاقا استخباراتيا اسرائيليا وامريكيا، وكما جاء هجوم المقاومة مباغت ومفاجئا، وصادما لاسرائيل. و في المعادلة العسكرية.. ثمة ثغرة في عقيدة الجندي الاسرائيلي في لحظات المواجهة والقتال.. وهو يعتمد على القوة المطلقة، طائرات ودبابات ومدرعات وسلاح حديث، وما يحد من قدرته على المواجهة والالتحام مع العدو. الجندي الاسرائيلي مسلح باوهام اسطورية توراتية، وما ان ينزل الى المعركة وتندلع اول شارة وتطلق اول رصاصة فانها تتهاوى وتتبخر، ويهرب معنويا ونفسيا من ساحة المعركة.
و هي عقدة نقص في عقيدة الجيش الاسرائيلي. و في روايات لجنود وضباط إسرائيليين قاتلوا في حرب تموز «لبنان « وحروب قطاع غزة ترصد كما هائلا من رويات درامية وتراجيدية في شخصية الجندي الاسرائيلي في لحظات القتال. طبعا، اسرائيل تعوض عقدة النقص في عقيدة الجيش، بالضربات المجنونة والساحقة والمبرحة والمدمرة لاهداف مدنية. وكما حدث ليلة البارحة، وانصب جم غضب الطيران الاسرائيلي على اهداف مدنية في قطاع غزة المحاصر.
اليوم، في اسرائيل الاعلام يتكلم عن صدمة كبرى من معركة طوفان الاقصى، وتقصير وعجز من قبل الاجهزة الامنية، وفشل استخباراتي في اكتشاف خطة المقاومة قبل تنفيذها. و معلقو وسائل الاعلام الاسرائيلية لم يعودوا يتحدثون عن اسرائيل القوية والقاهرة، واسرائيل الاسطورة، معركة طوفان الاقصى حطمت بقايا روح معنوية، وبقايا لاوهام القوة المطلقة الاسرائيلية. نتنياهو بدا كما لو انه دون وعي، وفيما سلطة رام الله لم نسمع لها صوتا.. والصدمة خرجت من حدود فلسطين المحتلة، والعدوى وصلت الى دول مازال حكامها واقفين يتلمسون رؤوسهم وكراسيهم، ويتحسسون وجودهم.
7 اكتوبر، والعبور الثاني اظهر ان القضية الفلسطينية مازالت حية، وانها في ايدي المقاومة لا المفاوضين وبائعي السلام والتطبيع.
و عاد القول ان المقاومة حالة اقليمية عربية.. كما اظهر ان لقوى المقاومة الفلسطينية بواكي وروافع وحواضن اقليمية ممتدة، وتجليات تعبيراتها جاءت من اعلان ساحات مقاومة عربية عن تلاحمها ودعمها مع مقاومي غزة وفلسطين.