قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن مدينة درنة في ليبيا التي اجتاحتها الفيضانات وأدت إلى وفاة الآلاف: “تصور بشكل محزن حالة العالم من انعدام المساواة والظلم”.
وأشار غوتيريش في كلمة له في افتتاح اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في دورتها الثامنة والسبعين، إلى أن “أهل درنة عاشوا وماتوا في بؤرة من اللامبالاة بهم، فيما هطلت أمطار غزيرة في 24 ساعة زادت كميتها بمئات المرات عن المعدلات الشهرية لسقوط الأمطار، وتصدعت السدود بعد سنوات من الحرب والإهمال، ومُحي كل شيء يعرفونه من الخريطة”.
وتعاني ليبيا التي يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة، من عدم وجود حكومة مركزية قوية منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، بدعم من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
غوتيريش قال: “الآلاف في درنة فقدوا حياتهم في الفيضانات الهائلة غير المسبوقة. كانوا ضحايا مرات عديدة: ضحايا الصراع، وضحايا الفوضى المناخية، ضحايا قادة-قريبين وبعيدين- خذلوهم في إيجاد سبيل للسلام”.
“فيما نتحدث الآن تنجرف الجثث على الشاطئ … من نفس البحر المتوسط الذي يستجم تحت شمسه المليارديرات على يخوتهم الفارهة” على حد وصف غوتيريش.
وتابع: “درنة تصور بشكل محزن حالة عالمنا: فيضان من انعدام المساواة والظلم وعدم القدرة على مواجهة التحديات”.
وتوفي ما لا يقل عن 11300 شخص؛ بسبب الفيضانات في ليبيا بحسب ما ذكر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وهو ما يزيد على مثلي العدد الذي أعلنته المنظمة الدولية للهجرة.
وضربت عاصفة قوية شرق ليبيا، وتسببت الأمطار الغزيرة بكميات هائلة بانهيار سدّين في درنة؛ مما تسبّب بتدفّق المياه بقوة في مجرى نهر يكون عادة جافًا. وجرفت معها أجزاء من المدينة بأبنتيها وبناها التحتية. وتدفقت المياه بارتفاع أمتار عدة، وحطمت الجسور التي تربط شرق المدينة بغربها.
من جهة أخرى، تحدث غوتيريش عن تأثير تصاعد العنف وسفك الدماء في الأراضي الفلسطينية المحتلة “بشكل رهيب على المدنيين”.
وقال، إن “الأعمال الأحادية تزداد وتقوض احتمالات حل الدولتين، وهو السبيل الوحيد للسلام الدائم والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين”.
غوتيريش لفت النظر إلى أن السودان: “ينزلق نحو حرب أهلية شاملة، فيما يفر الملايين وتواجه البلاد خطر الانقسام”.