قرأت امس خبرا عن اطلاق اللوتو في الاردن.
لم اصدق الخبر، وكنت اظنه مزحة او من اخبار باب : صدق او لا تصدق.و اخيرا اللوتو يصل الاردن، صديق استغرب اندهاشي، وقال منيح ما يرخصوا كازينو للاردنيين ونخلص.حقا، كازينو ارحم للاردنيين من اللوتو.
هل سيفوتنا قطار العجائب في الاردن، وقبل ان يمضى بنا العمر ؟ تحت اي بند قانوني وشرعي تم ترخيص اللوتو في الاردن ؟ سؤال افرده برسم الاجابة على طاولة الحكومة ونواب الشعب، ورجال الدين، والافتاء.
تعلمون لبنان والمغرب اول بلدين عربيين رخصا وسمحا في تشغيل اللوتو رسميا، وذلك قبل نصف قرن، واليوم يتراجعان، ويدرسان وقف خدمة الالعاب اللوتو.
والتيار المضاد والرافض للوتو لا يقف على ارضية شرعية ودينية انما وطنية اجتماعية، واخلاقية، واللوتو لعبة تحرق اموال الناس وتوقعهم في فخ الادمان، وتقود الى انتحار وامراض اجتماعية اخرى.
من العبث السكوت على اللوتو الاردن، ومن العبث والاستهتار والقبول في توريط الاردنيين في لعبة ترفيهية تصنف في ارجاء العالم بانها لعبة أقرب إلى القمار.
فما ينقص الاردنيون من رفاهية سوى البحث عن رفاهية اللوتو، والراتب الشهري يكفي ويزيد، ورصيد في البنك وودائع، وسفر ورحلات حول العالم، الشقة ملك وليست مرهونة للبنك، والسيارة ملك وليست مرهونة لشركة تسهيلات مالية، والثلاجة والغسالة والمكواة والهاتف الخليوي مدفوع ثمنهم، وليسوا مرهونين لمرابي تقسيط اجهزة كهربائية.و انا اقرأ امس خبر اطلاق اللوتو، ويتصدر الخبر صفحات المواقع الاخبارية، تذكرت رجلا لبنانيا مدمن» لوتو « اطلق النار على زوجته واولاده الثلاثة، وانتحر، بعدما خسر قرضا استدانه من البنك على راتبه في لعبة اللوتو.لست مفتيا ولا رجل دين، واترك الى اهل الاختصاص بان يبتوا شرعا في حكم اللوتو حلال ام حرام ؟!
و للعلم، اللوتو من ابشع صور واشكال الاقتصادات، والكازينو ارحم منه..و سياسة شركات اللوتو، وهذا اخطر ما في الموضوع تغزو المدن والناس، وتنشر ماكينات حمراء، وتدخل بيوت الناس خلسة وببطء، وان دخلت كالجراد، فمن الصعب ان تخرج.
اكتب، وانا اشعر بالخوف والقلق، وينتابني هواجس ثقيلة.. واعرف لا احد يقدر ماذا يعني اللوتو في الاردن ؟
و حتى مشايخ الحلال والحرام، لا اعرف ماذا افسر سكوتهم وصمتهم، ومنهم عادة من تثور ثأريتهم ويقيمون الدنيا اعتراضا على رأي ووجهة نظر تقدمية وعلمية، وتنويرية.