أوّل أمس ارتكتبتُ جريمة كبرى استحقّ عليها عقوبةً قاسية. وشفيعي الذي حتمًا يُرَدّ (مش لا يُردّ) أنني ارتكبتُ الجريمة وأنا اعتقد بأنني لا أرتكب جريمة.. ولكن مثلي لا يُعذَر بجهله ولا لجهله.. لذا فإنني أتقدّم من مجمع اللغة العربية الأردني بطلب عقد محاكمة عاجلة لي وانزال أشد العقوبات بي وعليّ “لأتربّى” وأصبح عبرة لأي كاتب يرتكب مثل جريمتي..!
مقالتي أوّل أمس “حَمّارة القيظ وسط الغيظ”.. قرأتها عشرات المرّات طوال حياتي “حَمّارة” بفتح الحاء ووضع الشدّة على الميم.. وسمعتها أيضًا عشرات المرات بفتح الحاء و الشدّة على الميم.. لم أفكّر للحظة أن أراجع اللفظة معجميًّا وهنا تكمن جريمتي.. وطار المقال .. وجاءت ردود الفعل عليه زاخرة بالسخرية و ابتكار النكات.. ولكنني ليلًا انتبهتُ إلى ردّ من الدكتور جمال المقابلة أستاذ الأدب والنقد والذي أذكر أنه في الإمارات ولا أعلم إن كان الآن في الأردن.. فتحتُ الرسالة على عجل.. ليس فيها سلام ولا مرحبا بل كانت بالنصّ: “عزيزي كامل هي “حمارّة القيظ” وليست حمّارته في المعجم، فأرجو أن تصوّبها لو تكرمت.” .
ماذا؟ حمارّة؟ الشدّة على الراء..؟! ما أثقل نطقها..! ولكنها الحقيقة شاء كامل أم أبى.. والدكتور المقابلة محقّ ويستحقّ المتبجّح مثلي ألّا يقول له الدكتور جمال: مرحبا.. حتى كلمة عزيزي والله إنني لا أستحقّها في هذا المقام.
شكرًا دكتور جمال.. والحمد لله أن هناك من يُهدي إليّ أخطائي وعيوبي.. والحمد لله إنني أمتلك شجاعة الاعتذار والاعتراف على الملأ ودون تردّد..
أيّها الناس: لا تستهينوا بهذه الجريمة.. وقولوا: حمارّة القيظ ولا تقولوا حمّارة القيظ.. فالمعنى في الاثنتين شاسع ومختلف وليس به إلّا تشابه الحروف لا لفظها..!
كامل النصيرات