هذا الصيف حار، درجة الحرارة وصلت الى 42 في عمان، وفي العقبة والاغوار سجلت 46 درجة.
موجة الحر ملتهبة على بلادنا، ويبدو ان موجات الحر سوف تكون متتوالية، وكل موجة اشد حرا من سابقتها.
انا اكره الحر والصيف، واعتبر نفسي كائنا شتويا، واحب جو الشتاء والمطر والثلج وتفاصيلهم.
في الصيف انا احزن على الفتيات، واما الرجال فهم يلبسوا فلا احد يكترث او يعلق على لبساهم، وكل شيء مسموح لهم، يلبس تي شيرت وشورت، وبنطلونا قصيرا، ويلبس الرجل دشداشة وثوبا وغيرها.
واما المرأة فعين بكبرها على جسدها، وتجد المرأة وخصوصا الفتيات انفسهن في حيرة في مجتمع مفصوم يجرم جسد المرأة وغير متسامح مع جسدها، واذا ما ظهر من جسدها فهو عورة وفتنة.
في الاسلام شرعا وفقها لم يحسم ما هو لباس المرأة الشرعي. ولباس المرأة الشرعي اليوم من انتاج الوهابية والطلبانية، ولباس لا يمت بصلة مع اللباس الشرعي للاسلام في بدايات الدعوة.
المرأة في مجتمعنا تلبس الثوب، وتلبس مدرقة، وتلبس في البوادي والريف غطاء على الرأس «عصابه ومنديل « ، وهذا اللباس موجود، ولا يقترن ويرتبط في فقه وشرعية، وانما لباس تقليدي وتراثي موروث.
ما عرفنا النقاب والحجاب الا بعد الثمانينات وبزوغ الاسلام الافغاني، ودعوات العودة الى الاصول الرجعية، ونمو الحركات السلفية الدينية، وتسييس الدين واسلمة المجتمع واللباس، وتحميل قضية المرأة ما لا يحتمل من تكفير وتحريم، وتجريم.
و ظهر الجلباب، واول ما ظهر ارتداء الجلباب في مصر وسورية، وعرف الجلباب باللباس الطويل الذي ترتديه المرأة، ومشروطا ان تكون المرأة ترتدي على رأسها حجاب ونقابا على وجهها.
و شرع فقهاء السلفية في اصدار فتاوى وخطب دينية، وفي فترات ازدهرت فتاوى وخطب الكاسيت، للشيخ عبدالحميد كشك وعبد الله عزام، وخد ما تشاء من تحريم وتكفير لاي لباس يعارض ويخالف لباس الاسلام الجديد.
و في مصر انتشرت ظاهرة توبة الفنانات والمطربات، ولبسهن للحجاب، وانتشار اخبار اعتزال الفن، وصارت اخبار الفنانات التائبات والمعتزلات.
وظهرت موضات اخرى من لباس الجلباب، ولباس حاز على فتاوى دينية وشرعية، جاكيت طويل يغطي جسد المرأة وبنطلون طويل، وحجاب، ولباس شريطة ان لا يكون ضيقا وفضفاضا، ونافس الجلباب، وانتشر في صفوف طالبات الجامعات وطبقة الموظفات وغيرها.
اليوم، الامم المتحدة تحذر من موجات حر اكثر شدة، والمناخ العالمي يتغير، والكرة الارضية في حالة انحباس حراري وازمة مناخية.. وثمة ما يستدعي موقفا شرعيا وفقهيا من لباس المرأة ويراجع رزمانة الفتاوى القديمة، وذلك في ضوء التغيير والانقلاب المناخي، وماذا تحتاج المرأة ان تلبس في صيف حار وملتهب .