بقلم : احمد صلاح الشوعاني
عمان – منذ سنوات ونحن نسمع تصريحات لرؤساء الحكومات الاردنية من خلال وزراء الصحة عن وضع الخطط والبرامج لتحسين العمل في القطاع الصحي من خلال توفير البنية التحتية الاساسية التي تبدا من المباني واقصد هنا ( المستشفيات والمراكز الصحية الشاملة الرديفة للمستشفيات ) التي من شأنها توفير كافة العلاجات للمواطن الاردني على مدار الساعة وعندما نتحدث عن المستشفيات والمراكز الصحية لا بد ان نتحدث عن الطواقم الطبية والتمريضية والفنية والادارية التي ستقوم بالعمل على ادارة تلك المؤسسات لتوفير البيئة الصحية المناسبة للمواطنين وهنا لابد ان نتوقف قليلا عند تصريحات اصحاب المعالي الذين يتحدثون دوما ان الاوضاع جميعها تسير بالطريقة الايجابية الصحيحة التي يطلبها كل من المواطن والعاملون في القطاع الصحي من هنا لابد ان نقول لاصحاب المعالي السابقون والقائمون حاليا على ادارة وزارة الصحة ونخص هنا معالي وزير الصحة الذي يدير وزارة الصحة منذ شهور ” الموضوع ليس بالصورة التي تتحدثون عنها وتصورونها للاخرين .
يا معالي الوزير الوضع في القطاع الصحي ليس كما تنشرون عبر وسائل الاعلام والسؤال هل قمتم بتفقد اوضاع المستشفيات الحكومية بالطريقة التي ينشدها المواطنيين … الجواب اكيد لا فزياراتكم للمستشفيات تكون مخطط لها قبل ايام ويتم التحضير لها من خلال مدراء المكاتب مع ادارات المستشفيات ويتم تحديد المناطق التي ستقومون بزيارتها ومن هم الاشخاص الذين سيرافقون الزيارة ومع من سيتم التحدث ومع من سيكون الحوار وكيف سيتم تسليمكم التقارير ومن هي وسائل الاعلام التي ستقوم بتصوير معالي الوزير بالزيارة المفاجئة التي سيقوم بها وهنا نسال كيف ستكون الزيارة مفاجئة بعد كل تلك التحضيرات يا معالي الوزير .
هل فكرتم بالعمل كما كان يفعل اصحاب المعالي السابقون وبعض الامناء العامون السابقون ومنهم من لا يزال يعمل في الوزارة حتى تاريخ النشر بالزيارة المفاجئة بساعات النهار وساعات الليل المتاخر للاطلاع على الخدمة المقدمة للمواطنيين .
لماذا لا يقوم معالي وزير الصحة بتوجيه المسؤولين عن فتح ابواب المستشفيات الميدانية التي تم انشائها خلال جائحة كورونا في المملكة للتخفيف من الضغط على المستشفيات الحكومية التي تعاني من الضغط على غرف العناية الحثيثة يا معالي الوزير المستشفيات الميدانية تم تجهيزها لتكون ( وحــدة عنايــة حثيثــة مجهــزة لمعالجــة الحــالات الطارئــة والحرجــة للمرضــى التــي تحتــاج الــى مراقبــة حثيثــة مــن خــلال نظــام مراقبــة مركــزي يشــرف عليــه طاقــم طبــي وتمريضــي مؤهــل ومــدرب للتعامــل مــع مثــل هــذه الحــالات المرضيــة ) والغرف الموجودة في المستشفيات الميدانية مجهزة باحدث الاجهزة ولم تستخدم العديد منها وخاصة في المستشفى الميداني المتواجد مقابل مبنى الوزارة وداخل حدود مستشفى الامير حمزة الذي تم اغلاقه بعد شهور من بنائه بسبب الانهيار الذي حدث بسبب الظروف الجوية التي تسببت باضرار بالسقف وبعض الغرف علما بانه تم انهاء عملية الصيانة منذ شهور طويلة ولم يتم فتح المستشفى لاستقبال المرضى وتم رفع قضية على الشركة التي قامت ببناء المستشفى الميداني الذي يتسع لاكثر من 380 سرير عناية حثيثة بمعنى ان المستشفى الميداني لو تم افتتاحه بالطريقة الصحيحة يمكن الاستغناء عن غرف مستشفى الامير حمزة والبشير والتوتنجي والجامعة المتواجدين في العاصمة عمان في حال تم توفير الكوادر الطبية والتمريضية والفنية يا معالي الوزير .
ناهيك عن المستشفيات الميدانية المنتشرة في باقي المحافظات التي تحتاج لاعادة هيكلة بعد هجران العديد منها والتي من الممكن ان تكون رديف ومساعد ومخفف عن باقي المستشفيات الحكومية في جميع المحافظات .
يا معالي الوزير اذا كنتم ترغبون في توفير بيئة مناسبة للمواطن الاردني بطريقة حقيقية بعيدا عن التجميل امام عدسات الكاميرات عليكم البدء اولا بتوفير العلاج في جميع المستشفيات الحكومية دون أي نواقص كما حصل خلال الشهور الماضية اغلب علاجات الموضى لم تكن متوفرة في العديد من المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والفضل يعود حسب اقوال القائمون على ادارة الصيدليات لعدم وجود ميزانيات في تلك المستشفيات ؟.
يا معالي الوزير منذ سنوات ونحن نستمع لمطالب القائمون على ادارة المستشفيات الحكومية بطلبهم توفير كوادر طبية وتمريضية لجميع المستشفيات والمراكز الصحية وهذا ليس بالامر الصعب ان تقوم الوزارة بتوفير كوادر طبية وتمريضية في جميع المستشفيات والمراكز الصحية واذا لم توجد ميزانية لذلك اذا هناك خلل كبير ( لان عدد المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية كفيل بدفع رواتب جميع الموظفين لان جميع من يقوم بالزيارة لا بد في النهاية من دفع تكاليف العلاج سواء عن طريق التامين الصحي والاعفاءات الطبية الممنوحة من قبل الديوان الملكي العامر ورئاسة الوزراء ومكتب سمو الامير غازي ) وغيرها من المؤسسات التي تقوم بتأمين مرضاهم عند تجويلهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية ، ولو قامت الوزارة بتوفير و بتقديم ميزانيات منفردة لكل مستشفى وسمحت لهم بالتصرف حسب البرامج والخطط التي يقوم مدارئها ومساعديهم بوضعها بعيدا عن الوزارة لكان حال المستشفيات والمراكز الصحية افضل بكثير مما هي عليها يا معالي الوزير .
يا معالي وزير الصحة عليكم اعادة النظر في العديد من النقاط التي تقومون بها والبدء بالعمل بطريقة تقنع الشعب الاردني باداء وزارة الصحة وتحديدا عمل الوزير فقط لان باقي الاقسام و الاعمال التي تقوم عليها الوزارة تسير بالطريقة التي يريدها المواطن لا اعمال معالي الوزير شخصيا … وعليكم اعادة النظر بالرواتب والمكافات والحوافز التي تقدم للكوادر الطبية والتمريضية والفنية التي تعمل في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة .
يا معالي الوزير عليكم بعمل زيارات ميدانية للمستشفيات العسكرية التي تدار بحكمة وحنكة وخبرة من قبل الخدمات الطبية الملكية المنتشرة في جميع محافظات المملكة وتتعامل مع الاف الحالات اليومية ولا يمكن ان نسمع عن اي اخطاء او نقص في الخدمات والكوادر والعلاجات كما يحصل في القطاع الصحي التابع لوزارة الصحة .
يا معالي الوزير عليكم اعادة النظر في طريقة تعاملكم مع العاملون في القطاع الصحي قبل ان تفقدوهم فكم من طبيب وممرض وفني تركوا العمل في القطاع الصحي التابع لوزارة الصحة وانتقلوا للعمل في القطاع الخاص ومنهم من ترك الوطن وذهب للعمل خارجه ، ونحن بامس الحاجة لوجود هؤلاء المبدعون في وطننا فالوطن اولى بابنائه يا معالي الوزير .
يا معالي الوزير القائمون على ادارة العديد من المراكز الصحية الشاملة و المستشفيات الحكومية يحتاجون لمنحهم جميع الامكانيات لتحقيق الانجاز تجاه المؤسسات والكوادر العاملون معهم ” فهم يملكون الخبرة والكفاءة اللازمة التي تؤهلهم ليكونوا في المكان الذي يعملون به ، لكن الامكانيات التي تمنحهم اياها الوزارة لا تكفي لادارة عيادة خاصة لا صرح طبي يقوم على مراجعته يوميا عشرات الاف المواطنيين الذين يحتاجون لاجراء عمليات وزيارة العيادات وتسليمهم العلاجات التي يحتاجونها بشكل عاجل فكم من مؤسسة تعرض العاملون بها للاعتداء بسبب نقص الكوادر الطبية والعلاجات وعدم توفير غرف عناية حثيثة يا معالي الوزير الممرض في المستشفيات الحكومية يقوم على متابعة اكثر من ( 15 ) مريض في اقسام المستشفيات والطبيب يكشف على ( 20) مريض في قسم الطوارئ ويتابع في الاقسام 30 مريض يوميا والمستشفيات الحكومية غير قادرة على متابعة مرضى غسيل الكلى لعدم توفر الاسرة الامر الذي يضطر المرضى للتحويل إلى المستشفيات الخاصة لاجراء عمليات الغسيل التي يحتاجها المرضى بشكل يومي فهل تستطيع ان تتحمل الوزارة تكاليف علاج جميع الاردنيين في القطاع الخاص يا معالي الوزير .
ولن ننسى مرضى السكري والسرطان والاعصاب والقلب والعيون وغيرهم من المرضى الذين لا يوجد لهم اسرة في العديد من المستشفيات الحكومية عندما يحتاجون لدخول فيكون التحويل إلى القطاع الخاص .
الاردن يمتلك افضل الكوادر الطبية والتمريضة والفنية في جميع انحاء العالم يمكن ان ننافس بهم جميع الدول ولكن هناك من يتجاهلهم بعدم تقديرهم بما يستحقونه .
يا معالي الوزير هناك العديد من المساحات داخل بعض المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية يمكن استغلالها ببناء اقسام صغيرة ويمكن ان تكون بديل ومساعد للمستشفيات للتحفيف من الضغط الحاصل في القطاع الصحي .
الحديث طويل وسيطول لاننا نتحدث عن القطاع الصحي الذي يحتاج لقيادة قادرة على تحمل مسؤلياتها تجاه الوطن والمواطن والعاملون في القطاع الصحي .