أعادني الدكتور علي العزام أربعين عامًا للوراء حين علّق على مقالة الأمس بأن المتضرر من رفع أسعار الدخان فليدخن “عيدان الملوخية الناشفة”..!
من عيدان الملوخية بدأت حكايتي مع الدخان.. ولا يمكن أن تصنع البشرية أردأ من هذا النوع الحامي والحارق للصدر.. ولكن فكرة أن يكون بين إصبعين عودًا مشتعل الرأس وأنت تخرج من كل أركان رأسك “دخنة” عجاج تغطّي على مساحات الرؤية لديك؛ فهو أمر مثير..!
كنتُ أنتظر أمّي أو نساء الحيّ لحين انتهائهنّ من “تنفيب” الملوخية لأتبرع ” بخبث” بمهمة أخذ العيدان الخضراء ورميها في الزبالة، والحقيقة أنني كنتُ أستبقي عيدان كثيرة وأرميها في مكان تحت الشمس لا يلفت الأنظار؛ لأعود إليه أكثر من مرّة وأنا “أتحقرص” كي ينشف سريعًا لتبدأ بعدها عمليّة ” المجّ بلا حدود”..!
أنظر للأمر الآن.. وأحاول أن أُسقط العملية على شيء كبير.. فلا أجد إلاّ أن عيدان الملوخية الخضراء هي شعوب كثيرة كانت تحمل أحلامًا خضراء طريّة وطازجة.. فجاء لتلك الشعوب ولدٌ مثلي.. رماها تحت الشمس كي لا تحجز مكانًا عاليًا.. وعاد إليها بعد أن أصابها الذل والنشفان .. وتناولها عودًا عودًا وأحرقها كي يصنع عجاجًا فقط بلا أي فوائد.. فقط “ولدنة”.. وما زالت تلك الشعوب تحترق ناشفة يابسة في أيدي الصبيان.. بينما ورق الملوخية الأخضر اليانع يُطبخ بتركيز مهيب كي تَسمن به شعوب أخرى لا تعمل إلّا على توليد أولادٍ يحرقون الأخضر واليابس..!
&&&&
كامل النصيرات