سؤال مجنون خطر لي؛ وأريدكم أن تشاركوني فيه..! هو سؤال عن حالة تخيلية لا يمكن أن تحدث وقد يكون من الحكمة ألّا أطرحه أو أغوص فيه. ولكنه يلحّ عليّ إلحاح الجائع أيامًا للطعام..!
بالاتفاق أن أقوى عصور الدولة الإسلامية هي العصر الراشدي والأموي و الربع الأول من العبّاسي.. حيث شرّقنا وغرّبنا وبنينا دون أن تتدخل القوى العظمى حينها في “تغبير” أي قرار لنا بل كنّا نحن القوة العظمى ودانت لنا ..!
حلو الكلام.. حلو وتمام التمام.. الآن .. فرضًا.. مثلًا.. لو أن حشود الملايين من حملة الشهادات العليا لدينا الآن.. لو أن عباقرتنا الآن.. لو أن أصحاب كل النياشين لحروب خاسرة.. لو أن كل من حصل على شهادة تقدير.. لو أن نجوم المجالات كلّها الذين رهقون نهارنا قبل ليلنا.. لو ولو ولو.. كل هؤلاء جميعًا أخذناهم في رحلة زمانية للوراء ونثرناهم على العصر الراشدي والأموي والعباسي.. فما هم فاعلون هناك..؟! ما ستكون مكانتهم حينها.. ؟! هل سيسيطرون على المشهد كما هم اليوم..؟ هل سيقبل خالد بن الوليد بأن يكون صاحبًا لأحدهم..؟ هل سيستأنس معاوية بن أبي سفيان برأي واحد منهم..؟ هل سيعطيهم عمر بن عبد العزيز مكافآت ومياومات وهم جالسون في بيوتهم..؟ هل سيكون من حملة “طوب بغداد” حين بناها أبو جعفر المنصور..؟ أم سيكونون مع “ابن العلقمي” يصفّقون له حين سلّم البلاد والعباد لـ”هولاكو”..؟!.
سؤال مجنون.. لي أهداف من ورائه.. بإمكان كل واحد منكم أن يختار العصر الذي يريد ويختار الفعل الذي من الممكن أن يفعله لو كان هناك..! أمّا أنا لو كنت هناك فسأختار أن أكون شاعرًا منافقًا لا يتفوّق عليّ لا المتنبي ولا غيره حتى يقول لي الممدوح: يا غلام؛ اعطه مليون دينار وقل له “يقلب وجهه” ولا يرينا ظلّه بعد الآن؛ يلعن أبو هيك أشكال..!
كامل النصيرات