بقلم شادي عيسى الرزوق
تفاجئت كثيرا بموت الممثل الأمريكي الشهير روبن وليامـــــز ؛ منتحرا ، فكم كنت أتوق لأن أرى أفلامه وانا في المعهد الامريـــكي للغات ، فهو تارة كان يضحكـــني ، وتارة اخرى كان يبكـــيني ، وليامز دوما في افلامـــه شـيء جديـــد مفرح فكـــان الطيـــــب والطبـــيب والمعلم والأب الذي يضحـــــي من أجل ابنائه ، كان شـــــــــــموليا ودوما هدفــــه زرع الابتســـــامة ولكن لكل بداية هناك نهاية ، والحــــــياة بوجهين حلو ومر . او ليـــــس من الغريب شخـــــــص بمواصــــفات روبنز ان ينتـــــحر وهو من اعـــــتاد على زرع الضــحك والأمل للآخرين وركز على روح الأسرة والجماعـــة ؟
كنت أتسائل من يحـــكم هذه الارض الـــتي نعيـــش بمفارقـــاتها ؟
فعند الطــــفولة كنت أبحث عن الجواب لهذا الســــؤال ، لمجرد أنني كنت أرى في المدرسة كيف يعامل الأستـــاذ الطالب صاحب المقام الرفيع … اي إبن لوزير او ابن لشخصية مهمة ، ويهمل الطالب أبن العائلة البسيطة التي ربما ابنها في تلك المدرسة بالمجان او بخصم يصل الى ٩٠٪….ومن ثم كنت أرى الفرق بين منزل عائلة ومنزل لعائلة آخرى… عائلة لديها ملعب وبركة سباحة وسيارة مع سائق وعائلة آخرى لديها منزل بلا سقف وحمام عربي خارج المنزل وغرفة للطعام نهاراً وللنوم ليلا….. وكان السؤال مرتبط دائما بالعدالة … في عالم يحكمه الله لا يمكن ان نرى عالم بلا عدالة بلا محبة بلا تسامح بلا مساواة بلا هدوء وسكينة بلا فردوس … لانه يفترض ان يكون حكم الله عادل وحكم الله مرتبط بكيان الله الذي هو محبة …. لكن في عالم يحكمة الإنسان كيف يمكن ان تراه!!! غني وفقير!!! ناطحات سحاب ومنازل من الكرتون!!! حياة مستــــــــقرة وحــــياة فــي نزاع دائـــم!!! مناطق منسية من التدخلات ومناطق مهددة بالانقراض !!! إنسان يعيش حياة كريمة ومستقرة وإنسان يقتل بسبب أخلاقه ومعتقداته وإيمانه !!
فيا صديقي العزيز : – لا أسعى اليوم الى جواب بقدر رغبتي الى العيش من أجل إرجاع حكم الله الى عالم فقد الله !!! فقد تحولت كرتنا الارضيّة الى قصة بشعة ومرعبة لا يمكن التخلص منها لكن يمكن تغليفها بغلاف المحبة والعدل والمسامحة والتضامن والعيش من أجل الآخر… لعلى وعسى يأتي اليوم الذي نؤكد فيه على استحقاق حكم الله للأرض لزرع الامل لحياة فضلى نعيشها اليوم والغد ومستقبل تسطع نور الشمس فيه بدون خوف وتاكد من عداله الامل تتحقق للأفضل.