بدأت في اليمن الجمعة عملية لتبادل مئات السجناء بين أطراف النزاع تشمل أسرى سعوديين، في بارقة أمل جديدة تعطي دفعا للجهود الدبلوماسية الهادفة لوضع النزاع الدموي على طريق الحل.
وقالت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان لوكالة فرانس برس “أقلعت أول طائرة من صنعاء” وعلى متنها أسرى من قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا باتجاه عدن (جنوب)، مقرّ السلطة.
واختتم وفد سعودي الخميس محادثات سلام في العاصمة اليمنية صنعاء مع جماعة الحوثي التي تحدث مسؤولوها عن إحراز تقدم وقالوا إن ثمة حاجة لمزيد من النقاشات لتسوية خلافات عالقة.
وتسعى السعودية التي تقود تحالفا يحارب الجماعة المتحالفة مع إيران منذ عام 2015 إلى وقف دائم لإطلاق النار لإنهاء تدخلها العسكري في حرب راح ضحيتها عشرات الآلاف وتسببت بجوع الملايين.
وذكر مصدران يمنيان أن الفريق السعودي غادر صنعاء الخميس بعد زيارة مثلت تحركا للبناء على هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة وانقضت. وتأتي الزيارة أيضا في أعقاب اتفاق السعودية وإيران الشهر الماضي على استئناف العلاقات.
وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي على تويتر إن المفاوضات “تجري بشكل جيّد”. وقال عبد الملك العجري، وهو مسؤول حوثي آخر، على تويتر “بتوافر العزيمة والنوايا الصادقة يمكن تجاوز بقية الصعوبات”.
وقالت مصادر لرويترز إن المحادثات التي سهّلت سلطنة عمان إجراءها بين السعودية والحوثيين ركزت على وقف إطلاق النار وإعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بالكامل ودفع رواتب موظفي القطاع العام وجهود إعادة الإعمار وانسحاب القوات الأجنبية من اليمن.
وأشار مسؤولان يمنيان طلبا عدم ذكر اسميهما إلى أن الطرفين قد يتفقان على اتفاق هدنة ممتد لحين عملهما على تسوية الخلافات العالقة.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على المفاوضات إن النقاط العالقة الرئيسة تشمل دفع رواتب موظفي القطاع العام، الذين يقول الحوثيون إنهم يشملون أفراد القوات المسلحة، واستخدام إيرادات النفط ووضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد.
وتدخل التحالف بقيادة السعودية لقتال الحوثيين بعدما دفعوا الحكومة المدعومة من الرياض إلى الخروج من صنعاء في أواخر عام 2014. والصراع متعدد الأوجه تتنافس فيه فصائل يمنية عديدة على النفوذ.
والحوثيون هم أصحاب السلطة الفعلية في شمال اليمن. والحكومة المعترف بها دوليا ممثلة بمجلس رئاسي تشكلت برعاية سعودية العام الماضي، ويتولى السلطة الرئيس اليمني في المنفى.
ويُنظر كثيرا إلى الصراع على أنه واحد من عدة حروب بالوكالة بين السعودية وإيران.
واتفقت السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت عام 2016 مع تحرك الرياض للسيطرة على التوترات الإقليمية والتركيز على الأولويات الاقتصادية.