الحكاية باختصار وبدون لتّ وعجن.. إذا ذهبتَ الآن وأحضرت أي (مراية / مرآة) وجلست أمامها.. سترى شخصًا بربطة عنق وسيجار و بدلة آخر موديل.. مع أنك لابس فانيلا مخزوقة ألف خزق وشعرك منكوش وماسك “سبروسة” من مكتة منسية في إحدى زوايا الذي كان مطبخ..!
سترى أنك تبكي والذي في المراية يضحك.. أنت تشدّ شعرك وهو يخرج مشطه الذهبي ويمشّط صلعته اللامعة.. ! أنت تهرش بلحيتك التي لم تستطع حلقها منذ أمد؛ وهو يتناول نوع عطر “أهل أهلك لم يسمعوا به”..! أنت تتناول كمشة من الفواتير غير المدفوعة والمتراكمة؛ وهو يخرج دفتر شيكاته ..!
في لحظة ما.. وأمام “المراية” تأتيه امرأة لابسة فوق الركية بشبرين أو ثلاثة وشعرها متدلدل على أكتافه؛ تقبّله أو بلاش تقبّله لأنها ثقيلة دم هنا؛ تبوسه.. يبتسمان.. بذات اللحظة أنت يأتيك شبح امرأة لابسة كل الملابس فوق بعض ولافّة رأسها بحرام كأنه جبل شاهق وبيدها مقلاة وتقول لك بموسيقى تصويرية صاخبة: الغاز خلص يا خويا؛ روح اقلي البيضتين عند أمّك الحنونة.. وترمي المقلاة بحضنك وهي تكمل اسطوانتها المشروخة من أرذل الكلمات..!
أنت تقول للرجل الذي في المراية: للباطل جولة وللحق ألف جولة.. يقول لك: ولك يا حمار لك خمسون عاما وكل عام بألف جولة باطل ولم تأتِ جولة واحدةللحقّ بعد..! تنحرج أمامه وتضع عينيك في الأرض وتقول له بسرعة فائقة الذكاء: بس انت محروم من “أبو رجل مسلوخة”؛ مت بغيظك أيها الطالع لي بدلًا منّي في مرآتي..!
كامل النصيرات