قبل البدء.. اتركوا البلاغة جانبًا.. فعبارة “تعال على حالك” أو “تيجي على جالك” أو “أجيت على حالي” هي مسكونة بجنّ البلاغة.. لذا؛ مدار كلامي هو تفكيكها وطرح البلاغة منها.. لأن معنى العبارة البلاغي هو اضغط على حالك وأشباه هذا المعنى..!
حين أواجه الفواتير التي يواجهها أيضًا محمد الكيلاني “أبو راشد” مع الأردنيين يقولون لي: تعال على حالك وادفع الفاتورة وأنت محترم..! وحين لا تقبل أن تحضر عزاء أو عرسًا لأن الإجراءات والتكاليف مخالفة لمبادئك يقولون لك: لازم تيجي على حالك شوية وتحضر عشان كلام الناس..! وحين ترفض أن قابل مسؤولًا كبيرًا لأنك تعرف الجواب مسبقًا؛ يقولون لك: أي يا زلمة تعال على حالك وروح وشوفه؛ وعندما تذهب تدرك أن جيتك على حالك هي الخازوق الأقوى من الامتناع عن الذهاب..!
المهم: تيجي على حالك .. تعني أن حالك هناك وأنت هنا.. تعني أن حالك في مكان وأنت في مكان آخر..! تعني أن حالك ينتظرك دائمًا وأنت لا تعرف مكان الانتظار وكل المطلوب منك أن تحمل حالك لتذهب إلى حالك وحين تمسك بحالك سيتغيّر حالك ..!
أي أقوام نحن.. نقضي العمر ونحن نيجي على حالنا ولكنّ حالنا يرفض استقبالنا والحاجب الذي على باب الحال يترفش ببطننا كلّما حاولنا طرق الباب كي نلتقي بحالنا الذي لا يسرّ صديقًا أو عدوًّا..!
يا حالي؛ جاي عليك.. وجيرة الله تعطيني يوم..!
كامل النصيرات