الدكتور احمد الهباهبه – هلا نيوز
احذروا هذا الرقم 0795325481 انه يتصيدكم وهو هكر ، يتصل بك لسرقة محفظتك وينتحل صفة الغير .
اياكم واعطائه اية معلومات تذكروا انه شخص محتال
احتيال عبر الهاتف.. من أين حصل على بياناتي؟
في عصر التكنولوجيا والانفتاح الرقمي، لم يعد غريبًا أن يتلقى أحدنا اتصالًا من رقم غير مسجل في قائمة الأسماء، لكن الغريب أن يظهر اسم الشركة على الشاشة وكأنها جهة رسمية، ليتضح فيما بعد أنه مجرد فخ للاحتيال.
مؤخرًا، تلقيت اتصالًا من شخص ادعى أنه “المهندس فلان” من إحدى شركات الاتصالات الأردنية، بدأ حديثه بطرح معلوماتي الشخصية بشكل دقيق: “هل أنت فلان ابن فلان من العشيرة الفلانية؟” ثم أضاف: “لديك محفظة إلكترونية لدينا وأريد أن آخذ من وقتك دقيقتين”. وافقت على الاستماع، ليأتي السؤال المفاجئ: “من وضع لك المهنة في المحفظة؟ لقد ترتب عليك 680 دينارًا كضرائب للدولة”.
كلمة “احتيال” كانت أول ما تبادر إلى ذهني
أدركت فورًا أن الأمر ليس سوى محاولة تصيد، فكان ردي الحازم: “أنا من وضع المهنة”، رغم أنني أعلم جيدًا أن المحفظة الإلكترونية لا تحتوي أصلًا على خانة للمهنة! تابع المتصل محاولاته، قائلاً: “لماذا تدفع الضرائب وهي تذهب للدولة؟ يجب تغيير المهنة حتى لا تدفعها!”. عندها أجبته بحزم: “أنا أريد أن أدفع ضريبة لبلدي”، وهنا انقلبت الأمور، إذ استشاط غضبًا وبدأ بشتمي وشتم حكومتي قبل أن يغلق الخط!
لكن السؤال الأهم: من أين حصل على اسمي الكامل ورقم هاتفي؟
هنا تكمن المعضلة الكبرى، فكيف لشخص مجهول أن يمتلك بياناتي بهذه الدقة؟ الاحتمالات عديدة، لكنها جميعها مقلقة:
تسريب بيانات من جهة معينة: من الممكن أن تكون قاعدة بيانات إحدى الشركات قد تعرضت للاختراق أو البيع، مما جعل معلومات المستخدمين متاحة للمحتالين.الاختراقات الإلكترونية: في السنوات الأخيرة، شهدت العديد من الشركات اختراقات أدت إلى تسريب بيانات العملاء، والتي غالبًا ما يتم بيعها على الإنترنت المظلم.التصيد الاحتيالي (Phishing): ربما تم جمع البيانات من خلال مواقع أو تطبيقات مزيفة تظاهرَت بأنها رسمية، واستطاعت استدراج المستخدمين لإدخال بياناتهم دون علمهم.مصادر داخلية غير موثوقة: في بعض الحالات، يقوم موظفون داخل الشركات بتسريب معلومات العملاء مقابل المال، وهو أمر خطير يحتاج إلى رقابة صارمة.
كيف نحمي أنفسنا من هذه العمليات؟
عدم مشاركة أي معلومات شخصية عبر الهاتف، خاصة إذا كان الاتصال غير موثوق.
التأكد من هوية المتصل عبر القنوات الرسمية قبل اتخاذ أي إجراء أو تقديم أي بيانات.
الإبلاغ عن أي رقم مشبوه لشركة الاتصالات والجهات المختصة لاتخاذ الإجراء اللازم.
تجنب استخدام التطبيقات والمواقع غير الموثوقة التي قد تستغل بياناتك دون علمك.
تفعيل خدمات حظر الأرقام المجهولة لمنع تكرار مثل هذه المكالمات الاحتيالية.
لحظة تأمل ونقطة آخر السطر
في زمن أصبحت فيه الخصوصية سلعة نادرة، علينا جميعًا أن نكون أكثر وعيًا ويقظة. فقدرتنا على التمييز بين المكالمات الحقيقية والاحتيالية قد تكون الفارق بين الوقوع ضحية لهذه العمليات أو التصدي لها بذكاء. فاحذروا، ولا تمنحوا المحتالين فرصة لاستغلالكم!