أعترف أنني من مُدمني ورق اليانصيب .. وقد لا أكفّ عن هذا الإدمان إلّا إذا تمّ إنشاء دائرة فعالة اسمها ” دائرة مكافحة اليانصيب”.. لا أريد لأحد أن يبدأ في وعظي وإرشادي حول الحلال والحرام في هذه النقطة لأنني أشبعتها بحثًا ولم يكن هواي هو الدليل.
المهم؛ مع ورق اليانصيب أمرّ بحالتين من أحلام اليقظة واحدة عند الشراء حيث يبدأ سرحاني وتوزيع المبلغ المحلوم به.. والحالة الثانية ليلة السحب حيث يصاحبها قلق داخلي شديد وتوتر مع الانتظار الفجّ..!
عندما تضيع فرصة الجائزة الأولى أبحث عن الثانية والثالثة والرابعة.. بل أصبح في النهاية أبحث عن استرجاع ثمن الورقة عند طريق الورقة التي تنتهي بالرقم كذا ..!
منذ سنوات ولم أفز.. منذ سنوات وأنا أريد لليانصيب أن يغيّر حالتي.. منذ سنوات وأنا على قارعة الضجيج والأرقام والأرقام لا تنتج لي إلّا مزيدًا من الضجيج.. منذ سنوات وأنا أُعطّل أي مشروع من الممكن أن أنفذه لعل اليانصيب يقوم بذلك بدلًا عنّي.. !!
منذ سنوات يا سادة السحب والانتظار والتوتر وأنا وحدي دون سائر البشر وأنا انتظر نتائج اليانصيب السياسي.. انتظر يانصيب مكافحة الفساد.. يانصيب تحرير فلسطين..! منذ سنوات وأنا أقف في كلّ أدوار العمر وورق اليانصيب بمختلف أنواعه في الحياة داخل جيوبي وفي يديّ.. ولم تفز أية ورقة للآن..!
يا سادة.. من ينتظر الحلول مثلي بغباء شديد من ورقة اليانصيب فليكتب بيديه ورقة وفاته ولو كان أمّةً بحجم العرب..!
كامل النصيرات