فايز شبيكات الدعجه
نحن كخبراء وكتاب امنيين امضينا عقود في الوظيفة الامنية،ومكنتنا جذورنا المهنية من القدرة ملاحظة السلبيات لتلافيها بمقالات او مدونات هادفة، وابراز الايجابيات والجهود المبذولة بالاشادة والتعظيم بعيدا عن مظاهر الاساءة او التسحيج.
وعلى هذا فأن اتهامنا بالتقلب والقول بالتذبذب يدل على عدم انفراج زاوية النظر وسذاجة القائلين.
ونحن الى ذلك ندرك ان قيادة جهاز الامن العام يتسع صدرها للنقد الموضوعي البناء، وهي قيادة فتية كفؤة ستكون عند حسن ظن الاردنيين وثقة جلالة القائد الاعلى.
لنكن واقعيين ولا داعي للحساسية المفرطة من الدعوة لمواجهة الحقيقة، التصريحات الرسمية حول تفشي الجريمة يفترض ان تكون مرتبطة بالواقع ولا تناقض الحقائق التي يعاني منها المواطن او يشهدها بوضوح.
ومرة اخرى نؤكد نحن كتاب المقال الامني اننا ننحدر من اصول امنية وجزء من منظومة الاعلام الامني، ونستطيع التعبير بالتزام وبمساحة صحفية اوسع على اعتبار اننا خارج الخدمة الرسمية، وندرك ان مصداقية المنظومة تعزز مقومات الثقة بأداء جهاز الامن العام اذا ما صيغت بلغة امنية فصحى بعيدا عن مظاهر الوعظ والإرشاد الجرمي ، والمعالجات اللفظية لتسارع انتشار المخدرات على وجه التخصيص، والتوسع المفرط في القليل من حجم المعضلة.
والدافع لتكرار النشر يعود الى انه رغم كل الجهود المضنية يقال ان المخدرات تباع الآن على قارعة الطريق، والحصول عليها أسهل من الحصول على الخبز ، وتعاني نسبة كبيرة من اسر المجتمع الأردني حياة عسيرة شاقة بسبب هذه الآفة العنيده، ومن الواجب التعامل معها على هذا الاساس، ونرى ان نجاح مجمل المجهود مرتبط بشكل او بآخر بحالة المخدرات ، ومرهون بكيفية الامساك بهذا الملف الثقيل، فنعمة الأمن والاستقرار التي ينفرد بها الأردن بدأت بالاهتزاز بفعل سطوة المهربين والتجار والمروجين ، ونحن نقف اليوم على عتبات الدخول في مرحلة هامة وخطرة بسبب الاضطراب العالمي والاحداث الدولية المتفجرة ، وبات من الاهمية بمكان الانصات لما يقوله الواقع في هذه المرحلة الدقيقة بالذات ، والمبادرة لإخضاع الظاهرة لفحص شمولي، ووزن الأمور بميزان مهني عقلاني رشيد.