د. أحمد الهباهبه
في مشهد صادم وغير متوقع، شهدت المنطقة حدثًا قد يغير مسار الأحداث في الشرق الأوسط، وهو اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني. جاء هذا الاغتيال ليشكل ضربة قوية لحزب الله، الذي يعد من أبرز الفاعلين في الساحة السياسية والعسكرية في لبنان والمنطقة. ومع تزايد التوترات في السنوات الأخيرة، فإن هذا الحدث يثير العديد من التساؤلات حول العواقب المحتملة على الأوضاع في المنطقة.
ويعد حسن نصرالله شخصية محورية في السياسة اللبنانية والإقليمية. تحت قيادته، تمكن حزب الله من تحقيق إنجازات عسكرية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ولكنه أيضًا كان موضوعًا للانتقادات بسبب استغلاله للنفوذ الإيراني في المنطقة. مما يجعل اغتياله حدثًا محوريًا قد يُعتبر بمثابة انتصار للخصوم، مثل إسرائيل والولايات المتحدة.
من المتوقع أن تؤدي عملية اغتيال نصرالله إلى تغيير التوازنات السياسية في لبنان. فقد يسعى حزب الله إلى تعيين قائد جديد يواصل سياسته، ولكن التحديات ستكون كبيرة. في ظل الانقسام السياسي الحاد في لبنان، قد يُستغل هذا الحدث من قبل القوى السياسية الأخرى لتعزيز مواقعها. كما أن هذا الاغتيال قد يثير ردود فعل عنيفة من قبل أنصار حزب الله، مما قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع الأمنية في البلاد.
على المستوى الإقليمي، يُعتبر حزب الله حليفًا لإيران ويُشكل جزءًا من محور المقاومة ضد القوى الغربية والإسرائيلية. لذا فإن اغتيال نصرالله قد يعزز من توجهات الصراع في المنطقة، حيث قد تسعى إيران إلى زيادة دعمها لحلفائها في لبنان وسوريا. كذلك، فإن هذا الحدث قد يُجدد المخاوف من تصاعد النشاط العسكري الإسرائيلي في المنطقة، خاصةً إذا تم اعتبار أن الاغتيال جاء بدعم أو تخطيط من تل أبيب.
مع تصاعد التوترات، يبقى الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة على المحك. فالهجمات الانتقامية من قبل حزب الله قد تؤدي إلى ردود فعل عسكرية من قبل إسرائيل، مما قد يشعل حربًا جديدة في المنطقة. وتبقى القوى الدولية، خاصةً الولايات المتحدة وروسيا، في موقع المتفرج، حيث سيكون عليها اتخاذ مواقف دقيقة قد تؤثر على مجريات الأحداث.
إن اغتيال حسن نصرالله يمثل نقطة تحول في السياسة اللبنانية والإقليمية. إن التداعيات المحتملة لهذا الحدث ستكون بعيدة المدى، وقد تؤدي إلى تغييرات دراماتيكية في الصراع القائم في الشرق الأوسط. مع تزايد التوترات، يبقى السؤال الأهم: كيف سيتفاعل الفاعلون الإقليميون والدوليون مع هذه الأزمة الجديدة، وما هي الخطوات التي ستُتخذ لضمان استقرار المنطقة؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذه التساؤلات.