بقلم/ أ.د محمد البيشي
من بين الابتلاءات لا يوجد أشد ابتلاء من الإدمان؛ ومن بين كل قوى التأثير والأمر والنهي؛ لايوجد ما يجبرك على فعل ماتكره مثل قوة الإدمان؛
ومن بين وسائل الإخضاع والذل؛ لايوجد إذلال وخضوع مثل الخضوع لجبروت الإدمان؛ ولم يتلبس الإنسان من شياطين الجن والإنس أقسى من تلبس العقل والقلب والإرادة بجبروت الإدمان حتى المشاعر والمزاج؛ يشعر من ابتلي بجبروت الإدمان بالدونية؛ واقتراب الموت والمزاج الحزين واهتزاز أجزاء الجسم وشحوب الملامح
ومع كل هذا لا يتوقف سبب جبروت الإدمان
وربما يتبادر للذهن أن الإدمان محصور على المخدرات وأنواع الكحول؛ ولكن جبروت الإدمان يشمل السفر الماجن؛ والألعاب الأكترونية؛ والغيبة والنميمة وأذية الناس والشذوذ والقائمة تطول ……
ورغم أن الإدمان على الأشياء الإيجابية محمود ونافع؛ لكن الحديث هنا عن جبروت إدمان الأشياء السيئة.
ويتخيل البعض أن هذا الجبروت لا يكسر وهذا خطأ قاتل والتجارب ومستشفيات الأمل نجحت ولله الحمد في كسر جبروت الإدمان على ماهو ضار ومن بين الاستراتيجيات المجربة والمعينة على كسر جبروت الإدمان مايلي:
1- الاعتراف بالمشكلة والتوقف عن حالة الإنكار Denial والكذب والتخفي. حيث يؤسس الاعتراف بالمشكلة الاستعداد للحلول.
2- الهمة وعقد العزم والإرادة التي تكسر العادة والنية الصادقه في التخلص والفكاك من جبروت الإدمان.
3- العلاج النفسي وفهم وتقبل وتعزيز وتوكيد وتحقيق الذات
4- العلاج السلوكي وتغيير أنماط سلوك النوم والتغذية والهوايات وإبدالها بما هو أفضل منها
5- العلاج الاجتماعي وتغيير الوسط الاجتماعي والتوقف عن مجالستهم وإبدالهم بخير منهم وبالذات بمن هم بعيدين جدا عن العادة السيئة
6- الاستعانه باستشارة طبيب متخصص في تشخيص الإدمان سرا أو جهرا ومن داخل الدولة أو خارجها
7- الاستفادة من تجارب المتعافين من الإدمان وبما أنهم نجوا وتعافوا وجعلوا قصة الإدمان وراء ظهورهم فهم قدوة وإلهام
8- إحاطة كل مساعيك لكسر جبروت الإدمان بسرية تامة تحاشيا للإحباطات أو العبارات الجارحة أو ممن ينشر الياس والقنوط
9- مكافأة النفس والاحتفال بكل خطوة نجاح في الطريق لكسر جبروت الإدمان على الفعل الضار
10- الإلحاح في الدعاء وبذل المعروف والصدقات والنزعة للخير والسعي لمرضاة الله.