هلانيوز/ عمان
&&&&
يقول الأردنيون حين تسألهم هذه الأيام عن وضعهم وكيف ماشي : أروج أروج وما أقع ..! أي أنه يترنح و يهتزّ و يموج وهو واقف ولكن لم يقع للآن ..!
عيناي و عيناك و عيونكم جميعًا أيها المعفّرون بالاحلام المقتولة ؛ في حالة زوغان دائم ..! لماذا الزوغان و الزغللة ..؟ لماذا لا تثبت العينان في محلهما ..؟ لأن الروجان يصنع ذلك ..
أجسامنا في حالة عرق دائم ..كل واحد فينا أصبح شلالًا من العرق ..لأن حالة الجسم يروج يروج وما يقع ..!
لا تعرف هل القلب أصبح محل الطحال و الطحال ذهب للمعدة ..و المعدة حجزت موقعها تحت الحنجرة ..و البنكرياس احتل البلعوم ..و البلعوم غادر في زيارة إلى العصعوص ..لأن جسمك حينما يروج يروج وما يقع فإن ذلك يجبر الأعضاء على التهجير القسري ..!
حينما تنتقل قدماك من المشية الثابتة و الرصينة و التي كانت تسلب لبّ الصبايا و يتسابق الشعراء في وصفهما ؛ إلى حالة رقص نشاز ؛ لا تعلم هل أنت تدبك ..أم تلعب جوبي..أم تلعب كاراتيه ..أم تلعب بدمك ..فإن حالة تروج تروج وما تقع هي من تفعل بقدميك ذلك ..!
حينما يصبح وضع يديك و ذراعيك في غاية الليونة ..بحيث أنك تستطيع أن تلف ذراعيك على رقبتك بثلاث طويات و تستطيع تقبيل كوعك وما فوق كوعك ..وتستطيع و تستطيع و تستطيع ..فإن الروجان الذي لا تقع فيه يسبب ذلك ..!
ما فائدة مواطن ..عيونه مزغللة ..و قدماه غير ثابته ..و كل أعضائه الداخلية من قلب وكبد وطحال و غيرها (خاشة في بعض) ..و يداه لا تستطيعان أن تفعلا شيئًا ..فقط من أجل ألا يقع ..من أجل أن يبقى (يروج و يروج) ..وكأن الروجان هو حالة متقدمة عن السقوط ..!
أنا مع أن يقع ..مع أن تتوقف حالة ال يروج يروج ..لأن في الوقوع استقرار لكل شيء..وتوقف للرقص المجاني ..و استمرار الروجان سيقودنا حتمًا إلى الاغماء الطويل الذي لا صحو منه إلا على خراب لا نعرف ملامحه للآن ..!!
&&&&
كامل النصيرات
المقال المنشور يوم أمس في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (٠٧٩٩١٣٧٠٤٨)
((ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها ))