د. أحمد الهباهبه
ما زال الأردن بتعرض لهجمات بغذيها الاحتلال الإسرائيلي، بسبب مواقف الأردن الرافضة للانتهاكات الصهيونية ونصرة القضية الفلسطينية حيث تعمدت اسرائيل على نشر الفتن ظنًا منها أن قد تستطيع أن تزعزع أمن واستقرار المملكة ولكنها نست أن امن الارن واستقراره “خط احمر” عند الأردنيين الذين التفوا خلف قيادتهم الهاشمية الحكيمة في خندق الرجولة والاباء في نصرته للأشقاء في فلسطين في مواجه عدو صهيوني غاشم ورفضه لمخططات اعداء الامة.
ان هذه المرحلة التي يمر بها الاردن دقيقة وحساسة ولا بد من الحرص على وطننا بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة التي تخدم اجندات لاشخاص وجهات ابعد ما تكون عن هم الوطن ومصلحة مواطنية،مع التأكيد اهمية تماسك جبهتنا الداخلية لتعزيز منعة الاردن وتمكينه من مواجهة التحديات المختلفة في اطار الوحدة الوطنية التي تجمع الشعب الاردني بكل تشكيلاته ومن شتى الاصول والمنابت.
وهنا لا بد أن نستنكر ونشجب يشدة اي محاولة للخروج على القانون أو التطاول على الاجهزة الامنية مهما كانت دوافعها ومنبعها كما لا بد من الوقوف بحزم ضد من تسول له نفسه الإخلال بامن الوطن والاساءة له والتشكيك بمواقفة الداعمة للقضية الفلسطينية ومحاسبة كل ما يحاول اثارة الفتن في المظاهرات التضامنية السلمية مع الشعب الفلسطيني.
نعم ، من حق أي متظاهر ان يعبر عن رايه السلمي بموجب الدستور والقوانين التي منحته ذلك الحق، لكن المرفوض قطعا ان تتحول هذه التظاهرات الى شروع واستغلال فئة قليلة متهورة،وصلت الهتافات عند البعض منها التشكيك في وطنية وعروبة الاردنيين وهم ابناء دولة تدخل القرن الثاني من عمرها وقد قدمت منذ نشأتها قوافل الشهداء في فلسطين وغيرها مثلما قدمت كل اشكال الدعم لاهلنا المناضلين ضد الاحتلال في كل فلسطين، ليس مِنة بل كواجب اخوي واخلاقي يتوقع ان يكون مقدرا دون تخوين مرفوض.
لذا فان اي سلوك او هتافات لا تخدم تكاتف الاردنيين، واستمرارها انما يصادر وبالاكراه اللفظي والاعلامي المتكرر حرية الاخرين في حقهم ايضا في اختيار طرق التعبير واشكال الدعم لغزة وفلسطين وفقا لارائهم نحو الذي يجري من ابادة همجية مدعومة من الدول الغربية الكبرى كما اثبتت الحقائق الميدانية.
وهذا الامر يوجب على الدولة ايقاف مثل تلك الهتافات المغرضة والمدسوسة على نبل وكبر المظاهرات،كما لا يحق لاي كان اختطاف الموقف الشعبي والتشكيك به وفقا لانتماءته الحزبية المحدودة او الجماعية ضمن الكل المجتمعي ويتجرأ بمخالفته للدستور على الهتاف الذي ينخر وحدتنا الوطنيه متجاوزا ثوابت الدولة الاردنية كمظلة جامعة لنا مطلوب الحفاظ عليها والتي كان ومازال خطابها السياسي في العالم متقدما بدعم لنضال اهلنا في كل فلسطين دون تبجح.
كلنا مع غزة ولكن يبقى أمن الأردن واستقراره مسؤوليتنا جمعيًا وخط أحمر لن يستطيع أحد تجاوزه أو تخطيه أو التعدي عليه