يقود الأردن جهداً دولياً ليصار إلى توفير «ممر غذائي أممي» عبر تنسيق جهود منظمات الإغاثة الدولية الإنسانية جميعها لتستطيع ضمان ديمومة استمرارية تدفق المساعدات إلى كامل قطاع غزة عن طريق بري مباشر بموازاة الطريق البري عبر الشقيقة مصر.
ولهذا الغرض بدأت اتصالات ومشاورات أردنية رفيعة المستوى للبحث عن صيغة لإرسال قوافل مساعدات إلى قطاع غزة بصورة مستقلة أردنيا ومن خلال جسر الملك الحسين مرورا بالضفة الغربية وصولا الى معبر كرم ابو سالم باعتباره فرصة قد تسمح لشاحنات المساعدات بالمرور مباشرة إلى الأجزاء الشمالية من غزة.
وحاليا تقطع الشاحنات مسافة تزيد عن 40 كيلومتراً جنوباً إلى الحدود المصرية مع إسرائيل قبل أن تعود إلى رفح، مما يؤدي إلى تكدسها وتأخر تسليم الإمدادات.
ويولي الأردن جهدا كبيرا ومكثفا في مساعية الدبلوماسية لمحاولة استصدار قرار لمجلس الأمن الدولي يؤسس لاستدامة دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة، إلى جانب السعي لوقف إطلاق النار.
الى ذلك، كشف الأمين العام للهيئة الخيرية الهاشمية الدكتور حسين الشبلي أنه من المنتظر الوصول إلى قرار قريب بشأن إيصال المساعدات الأردنية للأهل في غزة من خلال فتح معبر كرم أبو سالم لإدخال كافة المساعدات الإنسانية الى القطاع، مؤكدا أهمية فتح المعبر لتجاوز إشكالية إيصال وتسليم المساعدات.
وأضاف الشبلي في حديث خاص لـ»الدستور» أن فتح معبر ثانٍ لإيصال المساعدات للأهل في غزة طلب أردني، ليتم إيصالها من طريق جسر الملك حسين إلى معبر كرم أبو سالم، مشيرا إلى أن هذه الخطوة في حال أصبحت متاحة تعدّ مهمة جدا للأردن لناحية إرسال المساعدات لأهلنا في قطاع غزة.
وأوضح أن هناك صعوبات كبيرة تواجه الهيئة الآن في ما يخص مسألة إيصال المساعدات ومن يتسلمها، ما يجعل من حسم هذا الأمر بإدخال المساعدات من خلال هذا المعبر حلا لكافة الإشكاليات بهذا الجانب.
وبيّن أمين عام الهيئة أنه في حال تم فتح المعبر ستصل المساعدات إلى غزة خلال ثلاث ساعات، وستقوم الهيئة بإرسال ما معدله (70) شاحنة يوميا، بدلا من ثلاث أو أربع شاحنات يوميا في الوقت الحالي.
وشدد على أن الهيئة لديها كميات كبيرة من المساعدات جاهزة للإرسال، لكن هناك صعوبة في إيصالها حاليا، وصعوبة أكبر في التوزيع، وأن فتح معبر كرم أبو سالم سيسهّل هذه المسألة ويتيح إيصال كميات كبيرة من المساعدات، تحديدا لشمال غزة.
ووفق معلومات «الدستور»، يُنتظر أن يتم حسم فتح معبر كرم أبو سالم يوم غد الاثنين.
في هذا السياق، كثف الاردن في الأيام الأخيرة من ارسال المساعدات الاغاثية الطبية خصوصا للقطاع فقام بانزال جوي رابع وبتوجيهات ملكية سير قوافل قوامها 23 شاحنة تحمل مساعدات طبيه وبإرسال المزيد من الأطباء والممرضين لتشغيل وإدامة تشغيل المستشفى العسكري في خان يونس، اضافة الى مواد ومستلزمات طبية وأجهزة خاصة وأدوية وعلاجات لكل الأمراض.
واحتضن الاردن قبل أيام اجتماعات المنظمات الأممية بمبادرة اردنية والتي خلصت الى اعلان إصرار برنامج الغذاء الدولي على جمع وتخزين وشحن كمية كبيرة من المواد الغذائية من الأسواق الأردنية وإرسالها إلى قطاع غزة وهو الامر الذي من شأنه ان يوفر فرصة لبحث ممر آمن وخاص بين المنظمات الدولية والأردن بعنوان تعزيز الاحتياط الغذائي في قطاع غزة.
وعلى صعيد متصل، كشف نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كارل سكاو أمس السبت أنه يجري اختبار عملية جديدة لفحص المساعدات المقدمة لغزة عند معبر كرم أبو سالم وأن الجهود للحصول على تصريح لدخول الشاحنات عبر المعبر وزيادة عمليات الإغاثة ما زالت مستمرة.
وبموجب النظام الجديد، ستأتي الشاحنات إلى معبر كرم أبو سالم على الحدود بين إسرائيل وغزة ومصر لأول مرة من الأردن، قبل دخول غزة من رفح على بعد حوالي 3 كيلومترات.
كما أوضح سكاو، الذي زار غزة أمس الأول الجمعة، أن العملية جارية لاختبار نظام التفتيش في معبر كرم أبو سالم للشاحنات القادمة من الأردن، مضيفاً: «إنه أمر جيد، إنه مفيد لأن هذا سيكون أيضاً المرة الأولى التي نتمكن فيها من إدخال المساعدات من الأردن. لكننا نحتاج إلى بلوغ مرحلة الدخول هذه لأن ذلك سيحدث فرقاً كبيراً».
وأردف: «قمنا بتعبئة مواردنا الداخلية مسبقاً حتى يتوفر لدينا الغذاء في مصر والأردن للوصول إلى حوالي مليون شخص في شهر واحد. ونحن على استعداد للانطلاق. والشاحنات جاهزة للتحرك».
وخلال مؤتمر صحافي في جنيف، الخميس الماضي، أكد منسّق الشؤون الإنسانية في «الأمم المتّحدة»، مارتن غريفيث أن المحادثات جارية بشأن إمكانية إيصال المساعدات إلى القطاع من الأردن المحاذية لإسرائيل والضفة الغربية المحتلّة.
وقال: «لديّ ممثل حالياً في الأردن يرتب لاحتمالية إيصال المساعدات برّاً من الأردن، والتي يمكن أن تأتي مباشرة عبر جسر الملك حسين إلى كرم أبو سالم».