أطلقت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس، نداء بقيمة 481 مليون دولار استجابة للدمار غير المسبوق في قطاع غزة والاحتياجات المتزايدة في الضفة الغربية.
وطلبت الوكالة في بيان صحفي 481 مليون دولار من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة للأشخاص المتضررين في قطاع غزة والضفة الغربية وحتى نهاية هذا العام.
ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي إلى 10812، شهيدا بينهم 4412 طفلا و2918 امرأة و667 مسنا، وإصابة 26905 أشخاص منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.
وفي مؤتمر باريس الإنساني الذي عقد الخميس، كرر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني دعواته لوقف إطلاق النار الإنساني وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية، وقال: “بعد شهر من الحصار المحكم والحرب الوحشية، أصبحت الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة هائلة. أنها تتزايد كل ساعة. في الأسبوع الماضي في غزة، سألني الأطفال عما إذا كان لدي قطعة خبز أو رشفة ماء. لقد كانت واحدة من أكثر اللحظات حزنا”.
وأضاف لازاريني: “إن قدراتنا أصبحت مستنفدة إلى أقصى الحدود، حيث إن موظفينا أنفسهم نازحون، ويتحملون خسائر فادحة وحزينون على مقتل 99 من زملائهم في الأونروا”.
وبسبب القصف المتواصل الذي تشنه القوات الإسرائيلية، أفادت التقارير بأن ما يقرب من نصف منازل غزة قد دمرت أو تضررت. ويخضع جميع السكان للعقاب الجماعي.
ومع زيادة أعداد الشاحنات في الأيام القليلة الماضية، إلا أنه لا يسمح بدخول سوى القليل من المواد الغذائية والمياه ولوازم البقاء على قيد الحياة الأساسية. وأجبر نحو 70% من الناس على الفرار من ديارهم. ومن بين هؤلاء، يوجد أكثر من 720,000 شخص في 150 ملجأ تابع للأونروا في مختلف أنحاء قطاع غزة.
وأوضحت الوكالة أن الظروف في الملاجئ مروعة حيث يتقاسم المئات مرحاضا واحدا ونقطة استحمام واحدة؛ فيما لم يدخل أي وقود – وهو أمر حيوي لعمليات الأونروا والمرافق الطبية والمخابز ومحطات المياه – إلى غزة منذ 7 تشرين الأول.
وفي الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، يستمر تصاعد العنف، وخاصة في مخيمات لاجئي فلسطين. ومنذ 7 تشرين الأول فقط، تأكد استشهاد ما لا يقل عن 44 طفلا. وتؤثر القيود المفروضة على الحركة بشدة على سبل العيش والظروف الاجتماعية الاقتصادية للمجتمعات الفلسطينية في المنطقة، في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات البطالة والفقر.
وفي مختلف أرجاء قطاع غزة، فإن تمويل نداء الأونروا سيسمح للوكالة بمواصلة تقديم المساعدات الغذائية الأساسية والملجأ ومواد البقاء على قيد الحياة والرعاية الصحية والنقد والمياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية لما مجموعه 1,6 مليون شخص. وفي الضفة الغربية، سيوفر التمويل المساعدات النقدية والرعاية الصحية والحماية للمحتاجين.
ومنذ أكثر من عقد، تواجه الأونروا أزمة مالية مزمنة. وحتى الآن، فإن الأونروا غير متأكدة مما إذا كانت ستتمكن من دفع رواتب الموظفين حتى نهاية العام، بما في ذلك للأبطال المجهولين على الخطوط الأمامية في غزة.
وأضاف لازاريني قائلا: “أتقدم بالشكر من المانحين والشركاء كافة الذين تبرعوا بسخاء لندائنا الطارئ الأولي. وإنني أدعو أولئك الذين لم يدرجوا الأونروا في استجابتهم الأولية إلى دعم هذا النداء المحدث. لقد تزايدت الاحتياجات بشكل كبير، وهناك حاجة إلى تمويل عاجل لكي نكون قادرين على الوفاء بواجباتنا تجاه الفلسطينيين المحتاجين. إن هذا اختبار للالتزام العالمي تجاه وكالتنا وهو نقطة نجاح أو فشل”.