عربي دولي – هلا نيوز
أثار إعلان جيش الاحتلال عن تحرير مجندة كانت أسيرة في قطاع غزة، جدلا على مواقع التواصل حول مصداقية الأمر، وسط تشكيك في الرواية الإسرائيلية.
وكان بيان مشترك للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) يوم الإثنين، قد ذكر أنه “تم إطلاق سراح المجندة أوري مغيديش خلال عملية برية”، وأن “حالتها جيدة والتقت عائلتها”.
ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية عن مصدر قالت إنه مقرب من حركة حماس، قوله إنه لا توجد أي دلائل على أن الأسيرة تم تحريرها خلال عملية برية داخل قطاع غزة، وإن هدف الإعلان رفع الروح المعنوية للإسرائيليين.
وقد ذكر موقع عكا للشؤون الإسرائيلية أن صفحات وتعليقات الإسرائيليين عبر منصات التواصل الاجتماعي تطالب بتصريح من أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام لتوضيح مصداقية خبر تحرير الأسيرة الإسرائيلية، ويقولون إنهم لا يثقون بتصريحات نتنياهو ووزير الجيش وبيانات المتحدث باسم الجيش والشاباك.
في الأثناء، تداول ناشطون فلسطينيون معلومات عن المجندة التي ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها كانت أسيرة لدى كتائب عز الدين القسام، وأنه حررها وتُدعى أوري مغيديش، وأكدوا أنها لم تكن ضمن القائمة الرسمية الصادرة عن السلطات الإسرائيلية بشأن الأسرى لدى حماس، وأن اسم المجندة أضيف اليوم بعد الإعلان عن تحريرها.
أرشيف الصحافة الإسرائيلية يظهر أن المجندة أوري مغيديش التي يدعي جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه تم تحريرها اليوم، لم تكن مدرجة نهائيا ضمن قوائم الأسرى أو المفقودين.
وزير الحرب الإسرائيلي رفض بشكل قاطع توضيح كيف تم تحريرها، ومن الفصيل الفلسطيني الذي كان يأسرها. pic.twitter.com/swpb2S2bD6
— Saad Al-Faour (@syhd91) October 30, 2023
وبالدخول على القائمة الموجود في أرشيف صحيفة هآرتس الإسرائيلية للأسرى لدى كتائب القسام، لا يوجد لها اسم في القائمة القديمة، وقد أضيف اسمها لاحقا بعد الإعلان عن تحريرها.
كما نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي ما قالوا إنها صورة لصفحة المجندة على تطبيق فيسبوك وتظهر أنها نشرت تعليقا يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أي بعد 5 أيام من معركة طوفان الأقصى، مما يظهر أنها لم تكن ضمن أسرى كتائب القسام.
وفي إطار التخبط الإسرائيلي حول هذا الموضوع، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، جوناثان كونريكوس، اليوم الثلاثاء، إنهم أخطأوا في البداية عندما قالوا إن حماس أطلقت سراح المجندة، وأشار إلى أن الإعلان الأولي للجيش الإسرائيلي شهد خطأ في الترجمة حيث تم إنقاذها خلال نشاط عسكري ضمن العملية البرية، في عملية مشتركة بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الإسرائيلي (ISA)، أو الشين بيت.
وأضاف كونريكوس في تصريح لقناة CNN الأمريكية: “وفقا للمعلومات الاستخباراتية، فإن القوات الخاصة الإسرائيلية دخلت إلى شمال قطاع غزة وهي تعلم مكانها وأنقذتها”.
وأكد أن مغيديش أدلت بمعلومات عن أسرها لضباط المخابرات الإسرائيلية والتي “يمكن استخدامها في المستقبل”.
ولم يكشف كونريكوس عما إذا كانت هناك عمليات أخرى من هذا القبيل قيد التخطيط بناء على معلومات استخباراتية حول مكان وجود الرهائن المتبقين، لكنه قال: “نحن ملتزمون بالتأكيد باستعادة جميع الأسرى البالغ عددهم 238 والذين تحتجزهم حماس حاليا في غزة، نلتزم بإعادتهم جميعا إلى الوطن” وفق تعبيره.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن حماس تنغمس في حرب نفسية باستخدام الرهائن كوسيلة ضغط.
كانت الوحدة يأسروها الساعة ٣ بالليل، بلا ما يعملولها مناكير وبديكير وجلسة بخار للبشرة..#Ori_Megidish#أوري_مغيديش pic.twitter.com/M65Tb7SVGW
— Aiham Souliman (@Aiham_souliman) October 30, 2023
يذكر أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، قد قال في بيان، إن الإعلان الإسرائيلي “هدفه التشويش على فيديو الأسيرات الثلاث، والذي أحدث صدمة كبيرة لدى المجتمع الإسرائيلي”.
وأضاف الرشق: “لا أحد يصدق الروايات الإسرائيلية المتهافتة، وحتى المجتمع الإسرائيلي نفسه لا يصدق قادته، وما ستقوله المقاومة هو القول الفصل”.
وجاء إعلان الاحتلال بعد ساعات من نشر كتائب القسام تسجيلا مصورا لـ3 أسيرات هاجمن فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحملنه مسؤولية ما جرى في معركة طوفان الأقصى، وطالبنه بتحرير كل الأسرى الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين.