وكان نجم الحفل الجمهور الذي قارب عدده أربعة آلاف، الذي شارك وسوف بالغناء، وطغى صوتهم على “سلطان الطرب” الذي استراح معظم الحفل على كرسيه لمعاناته من مرض ظروف صحية، واكتفى في معظم الأغاني بترديد مطلع المقطع، ليكمله الجمهور السعيد والمتلهف بمشاهدة مطربهم المفضل.
فُتحت أبواب الحفل للجمهور بين السادسة والثامنة مساء، على أن يبدأ حفل جورج عند العاشرة، ولم يطق الجمهور الانتظار فأخذوا بترديد أغاني وسوف بشكل جماعي وحماسي.
وعلى وقع ترديد الجمهور لهتاف “أبو وديع”، أُسدلت ستارة سوداء، تمهيدا لدخول وسوف، وحجب الرؤية عن الحضور في المدرجات، وهو الإجراء غير المتبع في الحفلات الأخرى.
وفجأة سمع الجمهور صوت وسوف من خلف الستار، فقوبل بالترحيب والصفارات والتصفيق، والهتاف.
فُتح الستار، وأُطلق العنان لفرح الجمهور، فغنى وسوف من وضع الوقوف “حد ينسى قلبه”، مستنداً بيده اليمنى على الكرسي.
وجلس جورج وسوف، على الكرسي والإعياء والتعب باديان عليه، وساعده أحد المرافقين في ضبط وضعية جلوسه على الكرسي، ثم عزفت الفرقة التي قادها إيلي العليا “كدا كفاية”، وبدأ وسوف بالغناء ثم أكمل الجمهور المهمة، ثم غنى “جانا الهوى” لعبد الحليم حافظ، قبل أن يعود إلى “كدا كفاية”.
وعزفت الفرقة “بتحاسبني على غلطة”، التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، والتي تقول “بتحاسبني على غلطة منتا ياما غلطت كتير مفيش حساب، بين الأحباب … إن كنت ناوي تصون الود ده انت يا روحي ان جيت للجد لو عدينا نتوه في العد”.
واستقبل الجمهور المتلهف لرؤية وسوف وسماع صوته، أغنية “كلام الناس” بترحيب شديد، فغنى: “كلام النّاس لا بيقدّم ولا يأخّر … كلام النّاس ملامة وغيرة مش أكتر … وليه يا حبيبتي نسمعهم أنا عاشق بسمّعهم … عيوني ما حدّ يمنعهم ولا بالوهم حتأثر …”.
وجاء دور “صابر وراضي” التي يحبها ورددها الجمهور خلال الحفل، فكان يكمل المقطع الذي يبدأه جورج وسوف: “صابر وراضي عاللي ناسيني وروحي فيه … صابر وراضي مهما حنيني يهون عليه”.
وغنى “قلب العاشق دليله”، ثم “حتى إزيك مستخسرها مستكترها ما بيقولهاش … ياللي في حبه ضيع قلبي ضيع عقلي ورحت بلاش … شفتو إزاي في قلوب خاينين شفتو إزاي ما فيهمش حنين”.
وتبادل وسوف والجمهور غناء “يا بياعين الهوى شوفوا دوا ليّ … عاشق وقلبي ٳنكوى والعشق كان غيّ … يا بياعين الهوى شوفوا دوا ليّ”، ثم غنى للموسيقار محمد عبد الوهاب “امتى الزمان يسمح يا جميل”.
وفرح الحضور بـ”حلف القمر” التي تقول “حلف القمر يمين وقلي … يا حلوة ساعة ما شافك … في الحسن لا بعدك ولا قبلك يا روحي … يا روحي كملت أوصافك يا روحي”، وغنى وسوف مع الجمهور “لو نويت تنسى اللي فات … واللي كان والذكريات … إنّه غيري خاد مكاني … إنّه قلبك مُش عشاني … ليه تجرّحني بكلامك، طب ما تهجر من سُكات”.
وبدت الأجواء متفاعلة مع “ترغلّي يا ترغلّي … غلّي بضلوعي غلّي”.، ثم “حبيت إرمي الشبك”، وغنى لعبد الحليم حافظ “أي دمعة حزن”.
وخلال غنائه أُغلقت الستائر فجأة واستمرت الفرقة بالعزف والجمهور والكورال بالغناء، ثم فُتحت الستائر بغياب وسوف عن المسرح، وأعلنت مذيعة الحفل انتهاءه.