أجرى رئيس الوزراء بشر الخصاونة في بغداد، الاثنين، مباحثات مع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وذلك في إطار زيارة العمل التي يجريها إلى جمهورية العراق ويلتقي خلالها مع رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد، ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي.
ولفت الخصاونة إلى أنّ المباحثات تخلّلها الوصول إلى توافقات بزيادة كميات النفط التي يشتريها الأردن من العراق من 10 آلاف برميل يوميا إلى 15 ألف برميل يوميّا، والتي تسهم في سدِّ جزء من احتياجات الأردن البالغة 134 ألف برميل يوميا.
وتناولت المباحثات، التي حضرها وزراء وممثِّلون عن القطاع الخاص التجاري والصناعي في البلدين ، آليَّات تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات.
وبشأن أوجه التعاون الاقتصادي، شدَّد رئيس الوزراء ونظيره العراقي على ضرورة الانتقال من حيز التخطيط إلى حيِّز التنفيذ الذي يشعر بأثره المواطنون في كلا البلدين، وكذلك الأشقاء العرب في إطار آليات التعاون العربي – العربي، سواءً مبادرة التكامل الصناعي أو آلية التعاون الثلاثي، سيما في المشاريع الكُبرى مثل مشروع أنبوب النفط بين البصرة والعقبة.
وأشار الخصاونة إلى أنّ المباحثات تناولت الحديث عن الآليات الكفيلة بالتكامل في الكثير من المجالات، بما في ذلك المجالات الاستثمارية، وكذلك حاجة العراق الشقيق إلى الطاقة المتجدِّدة التي يمتلك الأردن فيها تجربة واعدة، بالإضافة إلى الصناعات الغذائية والدوائية والأمن الغذائي الذي يشكل هاجسا سيما في ظلِّ اضطراب سلاسل التوريد التي شهدها العالم وأظهرت بوضوح ضرورة إيجاد آليّات للتكامل والأمن الغذائي في العالم العربي.
وأكد رئيس الوزراء أهمية الآلية الثلاثية التي تجمع الأردن والعراق ومصر والكثير من المشاريع الأساسية والمركزية ضمنها، والتي تتقاطع أيضا مع التعاون الثنائي الوطيد والمتجذِّر، ومن ضمنها المدينة الاقتصادية على الحدود بين البلدين التي قطعنا أشواطا باتجاهها، ومشروع الربط الكهربائي الذي ستكتمل المرحلة الأولى منه خلال الشهر المقبل، ونأمل بأن تسير المرحلة الثانية منه بوتيرة سريعة لتكتمل خلال عام أو عام ونصف العام.
كما أكد الخصاونة ضرورة الانتقال إلى حيِّز البحث الفعلي والتنفيذ للمشاريع الاستراتيجيَّة الكُبرى ومن ضمنها أنبوب البصرة – حديثة، الذي سيتفرَّع عنه خط باتجاه العقبة، والقيم المضافة التي سيمثِّلها هذا المشروع في إطار إقامة مناطق لصناعات بتروكيماوية تعتمد عليه وعلى علاقاتنا التكامليَّة في مجالات الأسمدة والاستكشافات الواعدة على الحدود بين البلدين قد تسمح بفتح صناعات مثل الأمونيا الزرقاء وغيرها من الصناعات ذات الاهتمام المشترك.
ولفت رئيس الوزراء إلى التوافق أيضا على تأسيس مجلس الأعمال المشترك الأردني – العراقي وضرورة تفعيله والذي يمثل خطوة مهمَّة ويوفر أرضيّة لتدعيم العلاقات الاستراتيجية التي يلمسها البلدان، بالإضافة إلى التعاون الصحِّي وتبادل الخبرات في مجال الرعاية الصحية والطبيَّة وضرورة النهوض بقطاع النقل.
وأشار إلى أن الجانب العراقي أبدى الاستعداد للنظر في طلب الاستفادة من الخبرة العراقية في التنقيب عن المعادن والنفط والاستفادة من قسم من المعدَّات العراقيَّة في هذا الجانب.
كما أشار إلى الوصول لتفاهمات من شأنها تقليص الفجوة البيروقراطيَّة وتعتمد المواصفات والمقاييس، ما يساعد على انسيابيَّة حركة البضائع والأشخاص.
وأكّد السوداني أن اللقاءات التي تمت في إطار زيارة رئيس الوزراء بشر الخصاونة إلى بغداد واللقاءات الثنائية بين الوزراء وممثلي القطاع الخاص من الجانبين كانت مثمرة وبناءة تناولت ملفات مهمة تتعلق بالأمن الاقتصادي والصحي والغذائي والأمن العام مشددا على أن ما يمسّ العراق يمسّ الأردن.
كما أكّد السوداني أن الحكومة العراقية تؤكد على منهج السياسة المتوازنة الذي انتهجته طوال الفترة الماضية عبر علاقة تشاركية مع دول المنطقة ومع الأشقاء وخصوصا الأشقاء في الأردن، لافتا إلى أن العراق يؤكد على رفع مستوى التنسيق بين الدول العربية حيال مختلف القضايا وأن تكون مواجهة المشاكل بشكل متآزر.
وأشار إلى أن التعاون الأمني كان حاضرا في الاجتماعات، وتم التأكيد على مزيد من التنسيق والتواصل بالشكل الذي يجهض أي إخلال بالأمن من بقايا العصابات الإرهابية إضافة إلى مواجهة تحدي المخدرات الذي يشكل خطرا حقيقيا على الشعبين، لافتا إلى وجود مذكرات تفاهم على مستوى وزارتي الدفاع والداخلية ونأمل بأن تستمر بفاعلية أكثر.
وأكد الرغبة الصادقة بتوسعة التعاون مع الأردن الذي ساهم مساهمة مكملة مع الاقتصاد العراقي بحيث تكون المنفعة المشتركة للشعبين حقيقة واقعة، مشيرا إلى دعم الحكومتين للتعاون بين القطاع الخاص في البلدين اللذين يربطهما تاريخ طويل من العمل المشترك ودعمها لمجلس الأعمال الأردني العراقي المشترك للاستثمار في قطاعات الطاقة والإسكان والزراعة وغيرها.
ولفت رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى أنه تم التأكيد على مشاريع محورية مهمة خاصة المدينة الاقتصادية المشتركة ونحث على استكمال إنشائها، مبينا أنه أضيفت لها اليوم المدينة الصناعية التي ستستثمر في الموارد الطبيعية المتوفرة في البلدين مثل البتروكيماويات والأسمدة.
وأشار إلى أنه تم التأكيد على إنجاز تأشيرات الدخول للبلدين بيسر وسهولة ما يسهّل على رجال الأعمال العمل بحريّة ويسر مع التأكيد على زيادة الرحلات الجوية بين البلدين.
ولفت السوداني إلى أنه تم التأكيد على أهمية التعاون الثلاثي الأردني العراقي المصري، وأهمية تفعيل مخرجات القمم الثلاثية بين قادة هذه الدول وآخرها التي عقدت في بغداد، مشيرا إلى وجود مشاريع ومقترحات واعدة قيد الدراسة والتواصل بين الوزراء المعنيين في الدول الثلاث لإنضاجها تمهيدا للقاء المقبل بين قادة الدول الثلاث.
وفي المجال التجاري، تم الاتفاق على مزيد من التسهيلات فيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة واعتماد شهادة المطابقة الأردنية ووجهنا الوزارات المعنية لتسهيل وتيسير التجارة بين البلدين.