هلا نيوز
من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية (18)
&&&&
تكركبتُ بالتسجيل للفصل الصيفي.. وأعترف أن جهلي بالأنظمة والتعليمات والسستم هو سبب هذه الكركبة.. لو كنتُ كلّفتُ خاطري واستفسرتُ استفسارات عميقة منذ البداية لما وقعتُ في مطبّين كبيرين عند التسجيل .. طبعًا أنتم كقرّاء غير معنيين بشرح تعليمات قد أفشل في شرحها و”تطلع عليّ سيرة إني ما بفهِّم”..!
باختصار، هناك مواد ممنوع تسجلها إلّا عندما تكون قد أخذت الحاسوب وهذه معلومة كنتُ أجهلها تمامًا.. وهذا المطبّ الأوّل.. وهناك مواد مقسمة مجموعات وعليك اختيار مادة واحدة فقط من كل مجموعة وهذه معلومة كنت أجهلها أيضًا وهذا المطب الثاني؛ لأنني فكرت أنه يحق لي اختيار ثلاث مواد من كل القائمة على “كيف كيفي” وإذا بكيف كيفي ممنوع عليه البرطعة.. فاضطررتُ غير محمودٍ على جهلي أن أسجّل مواد لم تكن بحسباني ولولا وقوف الدكتور هاني أيوب بجانبي ومتابعته معي لحظة بلحظة حتى أيّام العطل لضاع عليّ الفصل الصيفي.
في الفصل الصيفي الدوام الوجاهي يومي بالجامعة.. وعلى سيرة الصيفي.. إنه أسبوع الحر و”الطققان”.. لذا ترى مختلف أنواع الملابس الصيفية في كلّ شوارع الجامعة وأزقتها وقاعاتها.. وتأثير العطور على مختلف أنواعها يذهب مع اشتغال العَرق الإجباري كمتطلبات الجامعة الإجبارية التي لا بدّ منها..!
اكتفيتُ بثلاث مواد.. منها الثقافة الإسلامية.. وأعلم أن المادة أشبعتها فهمًا طيلة حياتي ولكن لا أمان للأسئلة والامتحانات؛ واخترتُ الدكتور محمد ربابعة من بين كلّ المحاضرين لما أعرفه عنه وهو لا يعرف عنّي شيئًا؛ والمحاضرات للآن تمشي عنده بسلاسة وحريّة نقاش كما كنتُ متوقعًا..
أخذتُ الحاسوب هذه المادة التي سببت لي المطبّ الأوّل كي أخلص من مطبّات قادمة والمادة ماشية بخطّتها .. وأخذت الإنجليزي الأساسيات (أبو النكد والقهر)؛ والمادة لغاية هذه اللحظة التي أكتب فيها المقال ماشية على “كيف كيفكو”؛ فلغاية الأن لم تواجهني أية صعوبة بأية كلمة إنجليزية وذلك لسبب بسيط: اقتربنا من نهاية أسبوعين من الفصل الصيفي ولم نأخذ ولا محاضرة ولا نعرف اسم من سيعطيها.. وصار يراودني شعور جميل بأنهم سينجحوننا “تلقائيًّا”..!.
كلّ هذا القهر و التكركب من أجل أن “تزبط” الأمور معي وأستطيع التحويل من العلوم السياسية إلى اللغة العربية.. ويا رب “تزبط”.. دعاءكم احتاجه دائمًا معي.. انتظروني.
&&&&
كامل النصيرات