هلا نيوز – الدكتور احمد الهباهبه
حق الحياة
الحياة الله هو من اعطى ووهب الحياة للجميع بدون تمييز ولقوله تعالا( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13))
حق الحياة هو حق أساسي يعترف به جميع البشر والمجتمعات. يعني حق الحياة حق كل إنسان في العيش والبقاء على قيد الحياة بكرامة وأمان. ويعتبر حق الحياة واحدًا من الحقوق الأساسية في معظم الدساتير والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
حق الحياة يعني أنه يجب على الدولة والسلطات أن تحمي حياة الأفراد وتتخذ الإجراءات اللازمة لمنع أي تهديد للحياة أو العنف ضد الأفراد. يتضمن حق الحياة أيضًا حظر القتل غير المشروع وتعزيز السلم العام والأمن في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتمتع الأفراد بحق الحياة بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو دينهم أو جنسيتهم أو أي سمة شخصية أخرى. يجب أن يتمتع الجميع بحق الحياة بدون تمييز.
من المهم أن يلتزم الدول بحماية حق الحياة وتحقيقه من خلال اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من العنف والجريمة والحروب والتهديدات الأخرى للحياة. يجب أيضًا أن تكون هناك إجراءات عدالة تعاقب على أي انتهاكات لحق الحياة.
على الصعيد الدولي، تعتبر العديد من المواثيق والاتفاقيات الدولية، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية، مصدر تأكيد لحق الحياة كحق أساسي للإنسان.
مضمون حقّ الحياة
نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن لكل فرد في المجتمع الحق في الحياة والحرية والأمان، كما أكد الميثاق الدولي لحقوق الإنسان المدنية والسياسية على الحفاظ على حقّ الحياة لكون الحقوق الأخرى تعتمد على وجوده، فمن هذا المبدأ يُعتبر حق الحياة من أهم الحقوق التي يتوجب على القانون حمايتها، ومنها:[٢]
عدم حرمان أيّ شخص من حياته بشكل تعسفي أو غير قانوني.
الامتناع عن فرض عقوبة الإعدام، ويُكتفى بفرضها على الجرائم الأشد خطورة، كما يتم تطبيق هذه العقوبة من خلال إصدار أحكام نهائية من قبل محكمة متخصصة.
الامتناع عن إصدار حكم الإعدام لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً من مرتكبي الجرائم وللنساء الحوامل.
منع جرائم الإبادة الجماعية، والمعاقبة عليها في حال وقوعها.
إمكانية التماس العفو من قبل الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام، أو إمكانية طلب تغيير العقوبة.
أهمية حقّ الحياة
يُعتبر حقّ الحياة من الحقوق الأساسية التي يستلزم توفيرها للأفراد، وذلك بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو الثقافية، أو السياسية كما نصت جميع اتفاقيات حقوق الإنسان،[٣] وذلك لما له من أهمية كبيرة للأفراد والمجتمعات:[٤][٥]
يستحيل التمتع بالحقوق الأخرى مثل الحق في التعليم، والحق في التعبير عن الرأي، والحق في الحرية، والمساواة، والحق في العمل دون الحصول على الحق في الحياة.[٦]
يساعد الحفاظ على حق الحياة في تحقيق قدر أكبر من الوحدة بين أفراد المجتمع، وزيادة ثقة المواطنين بحكوماتهم وببعضهم البعض، كما أنها إحدى الطرق التي يتم من خلالها الحفاظ على حقوق الإنسان والحريات الأخرى، بالإضافة إلى تحقيق المزيد منها.
يشكل حقّ الحياة أساس العدل والسلام في العالم، والذي يؤدي إلى خلق فهم مشترك، ومراعاة حقوق الإنسان الأخرى، والتي تعتمد على الحق في الحياة، وبذلك تحافظ المجتمعات على بيئة ديمقراطية سياسية فعالة.
تاريخ حقّ الحياة
إليك ما يتعلق بتاريخ حق الحياة:
على الرغم من محاولات حماية الحياة البشرية من التأثيرات العديدة عبر التاريخ، تم استخدام مفهوم الحق في الحياة لأول مرة في عام 1444 في قانون بوليكا (Poljica Statute)، والذي تم كتابته بشكل مختصر من قبل السلطات السياسية العليا، حيث يشمل قوانين مكتوبة للنظام الأساسي، بالإضافة إلى قرارات وأحكام تتعلق بحالات فردية.[٧]
في 4 يوليو 1776 تمت الموافقة على إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية بالإجماع من قبل 13 ولاية، حيث نص الإعلان على أن جميع الناس خلقوا متساوين وأنه تم منحهم حقوقاً معينة غير قابلة للتصرف، ومن بينها الحياة، والحرية، والسعي وراء السعادة.[٨]
في عام 1948 أعلن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماده في المادة الثالثة بأن لكل فرد الحق في الحياة، والحرية، والسلامة الشخصية.[٩]
في عام 1950 اعتمد المجلس الأوروبي الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، والذي أعلن عن حق الإنسان في الحياة في المادة الثانية، مع وجود استثناءات لعمليات الإعدام القانونية والدفاع عن النفس، ومنذ ذلك الحين دعا بروتوكول الاتفاقية السادس الدول إلى حظر عقوبة الإعدام إلا في حالات معينة، حيث ينطبق ذلك حالياً على جميع دول المجلس.[٤]
يساعد الحصول على حق الحياة في تجنب إساءة معاملة الأفراد أو معاقبتهم عن طريق خطأ من قبل الدولة أو أيّ جهة حكومية أخرى.
قد قال صلى الله عليه وسلم: (الناس سواسية كأسنان المشط الواحد. لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى).
والناظر إلى حضارة المسلمين في مختلف مراحلها يلمس حقيقة المساواة بينهم وأن الحق في المساواة حقٌ أصيل وليست وجهة نظر ولا يقوم على أهواء الناس، فها هم يصطفون في الصلاة جنباً إلى جنب الحاكم والمحكوم والغني والفقير والقوي والضعيف والكبير والصغير خلف رجل واحد مستقبلين قبلةً واحدة متذللين منكسرين لإله واحد.
ولعلنا نرى حقيقة المساواة واضحةً جليةً في قصة الصحابي الجليل بلال الحبشي رضي الله عنه فها هو يتحول من عبدٍ مملوك في الجاهلية إلى مؤذن النبي الصادح بأهم نداءٍ في الإسلام، وعندما عيره أبو ذر الغفاري بلونه اشتاط النبي غضباً لما تحمله معايرة أبي ذر من دعوى الجاهلية التي تتصف بالعنصرية في التعامل مع الناس والتمييز بينهم على أساس أعراقهم واجناسهم وأحسابهم وأنسابهم وما يملكونه من متاع الدنيا فقال النبي لأبي ذر إنك امرؤ فيك جاهلية، أي أن ما صدر عنك من سلوك عنصري يتنافى مع أخلاقيات الإسلام السمحة وإقرار المساواة بين الناس في الحقوق والاحترام.