هلا نيوز
تتعدد الأسباب وراء إغلاق أفرع لمتاجر شهيرة مثل وولمارت وستاربكس في المدن الأميركية الكبرى، بحسب تقرير مطول نشرته شبكة “سي أن أن“، السبت.
ووفقا للتقرير، أغلقت بعض الشركات متاجرها، مما أثار القلق بشأن مستقبل تجارة التجزئة في مراكز بعض المدن، وذلك لعدة أسباب منها “وفرة المتاجر، والأشخاص الذين يعملون من المنزل، والتسوق عبر الإنترنت، والإيجارات الباهظة، والجريمة ومخاوف السلامة العامة، وصعوبة توظيف العمال”.
الجريمة ووفرة المتاجر
أشار بعض صناع السياسة، بما في ذلك قادة جمهوريون وديمقراطيون، إلى الجريمة كسبب رئيسي للإغلاق، بعد عدد من حوادث السرقة.
وقال عمدة مدينة نيويورك الديمقراطي، إريك آدامز، في فبراير الماضي “نخسر سلسلة المتاجر التي تغلق أبوابها. الأشخاص الذين يتم توظيفهم في تلك المتاجر يفقدون وظائفهم بسبب الجريمة”.
وتلفت “سي أن أن” إلى أن عمليات الإغلاق ليست ظاهرة حديثة أيضا. فقد فقدت سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وسان دييغو ونيويورك وسياتل وميامي وشيكاغو متاجر للبيع بالتجزئة من بداية عام 2017 إلى نهاية عام 2021، وفقا لبحث أعده معهد “جيه بي مورغان تشيس”.
وعلاوة على ذلك، يتفق العديد من الخبراء على أن عمليات الإغلاق لا تتعلق بالجريمة فقط، بل هناك أسباب أخرى مثل وفرة المتاجر في أميركا.
ووفقا لمورغان ستانلي، من عام 1995 إلى عام 2021، تم إغلاق المزيد من المتاجر كل عام بوتيرة أعلى من فتح أخرى جديدة.
العمل عبر الإنترنت
في المتاجر التي لا تزال داخل المدن، غالبا ما يتسوق عدد أقل من الزبناء. وأحد العوامل الرئيسية وراء ذلك هو التحول الناجم عن وباء كورونا إلى العمل عبر الإنترنت، بين عامي 2019 و2021، حيث تضاعف عدد الأشخاص الذين يعملون من المنزل بشكل أساسي ثلاث مرات، من حوالي 9 ملايين شخص إلى 27.6 مليون شخص، وفقا لمكتب الإحصاء الأميركي.
وأدى انتعاش العمل عبر الإنترنت إلى تدمير مناطق التسوق في وسط المدن، والتي تم تصميمها لتلبية احتياجات موظفي المكاتب الذين يتنقلون ذهابا وإيابا يوميا، وفقا لـ”سي أن أن”.
التسوق الإلكتروني وارتفاع الإيجارات
وتتعرض متاجر البيع بالتجزئة أيضا لضغوط من التحول المستمر إلى التسوق عبر الإنترنت.
وشكلت التجارة الإلكترونية 14.7٪ من إجمالي مبيعات التجزئة خلال الربع الأخير من عام 2022، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الأميركي، وأدى الوباء إلى تسريع هذا النمو.
وعلى سبيل المثال، ارتبط إغلاق المتاجر المتسلسلة في مدينة نيويورك بالمنتجات التي يتم شراؤها بشكل متكرر عبر الإنترنت. وقال جوناثان بولز، المدير التنفيذي لمركز المستقبل الحضري، إن متاجر الملابس والأحذية والإكسسوارات والفيتامينات والإلكترونيات كانت أسوأ حالا.
وعلى الرغم من أن الجريمة ليست العامل الأكبر في كثير من الحالات، إلا أن المستويات المرتفعة من سرقة المتاجر تسببت في بعض الخسائر.
وبلغ انكماش تجارة التجزئة 94.5 مليار دولار في عام 2021، بزيادة قدرها 53٪ عن عام 2019، وفقا لمسح سنوي أجراه الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة لحوالي 60 شركة.
وساهمت المطالبات بتوظيف عمال بأجور أعلى وارتفاع الإيجارات في المدن أيضا بإغلاق العديد من متاجر التجزئة، وفقا للتقرير.