نصيحتي لمتقاعدي الضمان؛ استلفوا من مؤسستكم لغايات تنموية
أعلنت مؤسسة الضمان الاجتماعي عن فتح باب السُلف أمام متقاعديها اعتباراً من مطلع الشهر الحالي بسقف عشرة أضعاف صافي الراتب التقاعدي وبحد أعلى خمسة آلاف دينار، وهو جهد ومبادرة مستمرة للمؤسسة تُشكَر عليها، ولكنني أود العودة إلى أول إطلاق للمبادرة عام 2016، وكانت الغاية الأساسية منها تشجيع المتقاعدين على تطوير مشروعات تنموية خاصة بهم وتعود عليهم بالنفع المادي والمعنوي، وتُحسّن من ظروفهم المعيشية، لا سيما لذوي الرواتب التقاعدية المنخفضة والمتوسطة، لكن للأسف معظم السُلف التي صُرفَت والتي زاد عدد مُقترضيها من المتقاعدين على (80) ألف متقاعد بمبلغ إجمالي وصل إلى حوالي (124) مليون دينار تم اقتراضها لأغراض استهلاكية بحتة، ولا تزيد عدد السُلف الممنوحة لغايات تنموية على (4%) من إجمالي السُلف، بالرغم من أن نسبة الفائدة على السُلف التنموية أقل منها على السُلف الاستهلاكية، ومع ذلك كانت الغالبية العظمى من المتقاعدين تذهب باتجاه الاستلاف من المؤسسة لأغراض غير اقتصادية أو تنموية..!
ما أود قوله وهي نصيحة موجّهة للإخوة متقاعدي الضمان من ذوي الرواتب التقاعدية المتدنية والمتوسطة أن يدرسوا إنشاء أو تطوير مشروعات صغيرة وميكروية خاصة بهم وأن يخصصوا السُلف لهذه الغاية، فذلك أنفع وأمتع، ويستطيعوا تسديد أقساط السُلف مما يحققونه من عوائد وأرباح من مشروعاتهم التنموية المدروسة.
كما أدعو مؤسسة الضمان للعمل على مراجعة وتطوير نظام سُلف المتقاعدين بطريقة تضمن تشجيعاً أكبر لهم على الاقتراض لغايات استثمارية تنموية لهم، من خلال تقديم حوافز وتخفيض نسبة الفائدة على السلفة التنموية لتكون فائدة رمزية، مع منح مدد إعفاء من الأقساط لأول ستة أشهر على سبيل المثال لتمكين صاحب السلفة (صاحب المشروع) من الوقوف على قدميه، والبدء بالاستفادة من مشروعه، وأدعو المؤسسة أيضاً إلى دراسة بناء شراكات مع مؤسسات تأهيلية وتدريبية يمكن إدماج متقاعديها فيها لتعلم دراسة جدوى المشاريع الانتاجية الصغيرة ومتناهية الصغر والأسلوب الناجح لإدارتها، مما يساعد في المستقبل على تطوير نظام السُلف لمتقاعديها وإكسابهم خبرات تؤهلهم لإنجاح مشروعاتهم.
ملاحظة : يتوفر لدى المؤسسة نظام للسلف متوافق مع الشريعة الإسلامية بالتعاون مع البنك الإسلامي الأردني
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية
الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي