د.احمد الهباهبه – هلا نيوز
عاش حياته، صلى الله عليه وسلم، فرعى الغنم ثم قاد الأمم، عاش الفقر والغنى، والصحة والمرض، والنصر والهزيمة، والسلم والحرب ، والحضر والسفر، فكان في جميعها عبدا لله وحده، مخبتا طائعا، منيبا صادقا، منصفا عادلا، وصدق الله إذ يقول: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
الحمد الله الذي جعل في السماء بروجًا، وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمَن أراد أن يذَّكَّر أو أراد شُكورًا، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد، الذي أرسله ربُّه شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، أما بعدُ:
فإن لسيِّدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم منزلة عظيمة عند الله تعالى وعند المسلمين، من أجل ذلك قمتُ بإعداد بعض المعلومات الموجزة عن نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم، والتي ينبغي على كل مسلم أن يعرفها، ويقوم بنشرها بين المسلمين.
(1) النَّسَب الشريف لنبيِّنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم:
هو سيِّدنا محمدٌ بن عبدالله بن عبد المطَّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيِّ بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النَّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدِّ بن عدنان، ومعلومٌ أن عدنان من ولدِ إسماعيل بن إبراهيم صلَّى الله عليهما وسلَّم؛ (البخاري – كتاب مناقب الأنصار).
(2) طهارة جميع نسب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من السفاح:
جميع نسب سيِّدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم طاهرٌ وشريفٌ، وليس فيه شيءٌ من سفاح أهل الجاهلية من لدن آدم عليه السلام إلى ميلاد نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم.
روى مسلم عن واثلة بن الأسقع، قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((إنَّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم))؛ (مسلم – حديث: 2276).
• روى الطبراني عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((خرجتُ من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمِّي، ولم يُصبني من سفاح الجاهليَّة شيءٌ))؛ (حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني حديث: 3225).
(3) ميلاد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
كان ميلاد نبينا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وذلك عام الفيل، الموافق عام خمسمائة وإحدى وسبعين من الميلاد؛ (سيرة ابن هشام – ج – 1 – ص- 142).
(4) قابلة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
القابلة: هي المرأة التي تقوم بإخراج المولود من رحم الأم.
قابلة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: هي الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة، وهي والدة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه؛ (البداية والنهاية – لابن كثير – ج – 2 – ص- 246).
(5) بشرية النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
وُلد نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم وعاش ومرض ومات مثل أي إنسان، فمَن زعم أنه صلَّى الله عليه وسلَّم خُلق من نور الله، أو من نور العرش فقد كذَّب القرآن، (آل عمران: 144/ الكهف: 110/ الأنبياء: 34/ الفرقان: 7، 8)، (البخاري – حديث: 5016).
(6) النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ليس أول خَلْق الله:
يزعم بعض الناس أن نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم هو أول مخلوق، وهذا مُناقضٌ لصريح القرآن والسُّنة، فقد ذكر الله تعالى في كتابه أن آدم عليه السلام هو أول خَلْق الله من البشر؛ (البقرة: 30: 33)، (مسلم – كتاب الإيمان – حديث: 322/ صحيح أبي داود – للألباني – حديث: 3933).
(7) مُرضعات النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
ثويبة مولاة أبي لهب، ثم حليمة السعدية؛ (صفة الصفوة – لابن الجوزي – ج – 1 – ص- 56: 57).
(8) حواضن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
والدته آمنة بنت وهب، وثوبية مولاة أبي لهب، وحليمة السعدية، والشيماء بنت حليمة السعدية، وأم أيمن، بركة الحبشية؛ (زاد المعاد – لابن القيم – ج -1 – ص- 83 ).
(9) أسماء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
محمد، أحمد، الماحي – الذي يمحو الله به الكفر – العاقب – مَن لا نبيَّ بعده – الأمين، الأمِّي، الرسول، النبي، الشاهد، الضحوك، الفاتح، القتَّال، القثم – الجامع للخير – المصطفى، المُبشِّر، البشير، المتوكِّل، المقفِّي – المُتَّبع لهديِ مَن سبقه مِن الرسل – النَّذير، نبي الرحمة، نبي التوبة، نبي الملحمة، القاسم، عبد الله، السراج المنير، سيد ولد آدم، صاحب لواء الحمد، صاحب المقام المحمود، الداعي إلى الله بإذنه، خاتم النبيين، وغير ذلك من الأسماء؛ (الطبقات الكبرى – لابن سعد – ج – 1 – ص- 83: ص- 84)، (دلائل النبوة – للبيهقي – ج – 1 – ص-151: ص- 161).
(10) إخوة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وأخواته من الرضاعة:
حمزة بن عبد المطلب – عم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم – وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وعبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وجدامة بنت الحارث – وهي الشيماء – وهؤلاء الثلاثة الأخيرون هم أولاد حليمة السعدية مُرضعة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم؛ (الطبقات الكبرى – لابن سعد – ج – 1 – ص- 87: 89).
(11) أعمام النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
أعمام نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم أحد عشر رجلًا، وهم:
(1) العبَّاس (2) الزبير (3) أبو طالب (4) عبد الكعبة (5) حمزة (6) المقوم (7) وحجل (8) ضرار (9) قثم (10) أبو لهب (11) الغيداق؛ لم يُسلِم منهم إلا حمزة والعبَّاس رضي الله عنهما؛ (زاد المعاد – لابن القيم – ج – 1 – ص- 104).
(12) عمَّات النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
عمَّات النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ستٌّ، وهنَّ:
(1) أُميمة (2) وأم حكيم (3) وبرَّة (4) وعاتكة (5) وصفيَّة (6) وأروى، ولم يسلم منهنَّ إلا صفية رضي الله عنها؛ (سيرة ابن هشام – ج – 1 – ص- 169).
(13) زوجات النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
تزوَّج نبيُّنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم إحدى عشرة امرأة، ودخل بهنَّ عليه الصلاة والسلام، وهُنَّ بالترتيب كما يلي:
(1) خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (2) سودة بنت زمعة رضي الله عنها (3) عائشة بنت الصِّدِّيق أبي بكر رضي الله عنها (4) حفصة بنت عمر بن الخطَّاب رضي الله عنها (5) زينب بنت خزيمة رضي الله عنها (6) أمُّ سلمة: هند بنت أبي أميَّة المخزوميَّة رضي الله عنها (7) زينب بنت جحش رضي الله عنها (8) جويرية بنت الحارث رضي الله عنها (9) أمُّ حبيبة: رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها (10) صفيَّة بنت حييِّ بن أخطب رضي الله عنها (11) ميمونة بنت الحارث الهلاليَّة رضي الله عنها.
مات في حياة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم زوجتان هما: خديجة بنت خويلد، وزينب بنت خزيمة رضي الله عنهن؛ (زاد المعاد – لابن القيم – ج – 1 ص- 105: ص- 114).
(14) ملك يمين النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
معنى ملك اليمين: هي امرأةٌ تُباع وتُشترى.
كان للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم أربع نساء من ملك اليمين؛ وهنَّ:
(1) مارية بنت شمعون المصرية وهي التي أهداها المُقوقس – حاكم مصر – إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي أم ولده إبراهيم (2) وريحانة بنت زيد (3) وجارية أصابها في الحرب (4) وجارية وهبتها له زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها؛ (صفة الصفوة – لابن الجوزي – ج – 1 – ص-147).
(15) أولاد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
كان للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم من الأبناء سبعة، ثلاثة من الذكور؛ وهم: القاسم، وعبد الله – يلقَّب بالطيِّب والطاهر – وإبراهيم.
وأمَّا بناته فهنَّ: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
وكل الأولاد والبنات من خديجة رضي الله عنها، ما عدا إبراهيم، فمن مارية بنت شمعون المصرية، وكانت من ملك يمين النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وكل أولاد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ماتوا في حياته إلا فاطمة، فقد ماتت بعد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بستَّة أشهر؛ (زاد المعاد – لابن القيم – ج – 3 – ص- 103).
(16) كُنية النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
أبو القاسم، وهو أكبر أولاده؛ (مسلم – كتاب الأدب – حديث: 5).
(17) أحفاد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
أحفاد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ستَّة: وهم: أُمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وعبد الله بن عثمان بن عفان، وأمُّه رقيَّة بنت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، والحسن والحسين، وزينب، وأم كلثوم، وهم جميعًا أبناء علي بن أبي طالب، وأمهم فاطمة بنت النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ (سير أعلام النبلاء – للذهبي – ج – 1 – ص- 331)، (صفة الصفوة – لابن الجوزي – ج – 1 – ص- 294: ص- 309).
(18) عمرُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عند بعثته:
كان عمر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عند بداية نزول الوحي أربعينَ عامًا؛ (البخاري – حديث: 3548).
(19) أول ما أُنزل على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من القرآن:
قول الله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الذي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 – 5].
(20) خاتَمُ النُّبوَّة صلَّى الله عليه وسلَّم:
خاتم النبوة هو قطعة لحم بارزة مثل بيضة الحمام، كانت في ظهرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وبين كتفيه؛ (مسلم – حديث: 11).
(21) رسالة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عامَّة لجميع الخَلْق:
بعث الله تعالى نبينا محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم، لجميع الخَلْق – الجن والإنس – فهو خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا نبيَّ بعده إلى يوم القيامة.
قال تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1]، وقال سبحانه: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 40].
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: ((والذي نفس محمَّدٍ بيده، لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمَّة، يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ثمَّ يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النَّار))؛ (مسلم – حديث: 153).