عربي دولي – هلا نيوز
قال محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة “الغارديان” إن حديث إسرائيل عن الحرب مع حزب الله هو محاولة جديدة لردعه. وأضاف أن تحذير وزارة الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس من “حرب شاملة” قادمة مع حزب الله في الجنوب اللبناني، هي بالتأكيد محاولة جديدة للردع، على الأقل لأن الطرفين يعرفان الطبيعة المدمرة لما تنطوي عليه الحرب الشاملة. والحقيقة هي أن حزب الله، حليف إيران، هو عدو لإسرائيل أقوى من حماس.
ولدى الحزب ما يقرب من 30,000- 50,000 مقاتل وأعداد أخرى من الاحتياط، إلى جانب 120,000- 220,000 من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية غير الموجهة ومسيرات هجومية واستطلاعية. وقدر أساف أوريون، الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، ومسؤول استراتيجياته ما بين 2010- 2015 أن لدى حزب الله “ترسانة عسكرية عشرة أضعاف ما لدى حماس”.
ويعتقد أن أي مواجهة مع حزب الله ستكون أضخم بدرجات من المواجهة في غزة بعد هجمات حماس في تشرين الأول/ أكتوبر. وكان كاتس يتحدث يوم الثلاثاء ردا على فيديو من تسع دقائق يحتوي على لقطات صورتها طائرة مسيرة تابعة للحزب وتظهر مواقع عسكرية وسكنية إسرائيلية وميناء حيفا الذي يبعد 25-30 ميلا عن الحدود.
ورغم أن اللقطات ليست قاتلة في حد ذاتها، إلا أنها هي دليل يقول: “نحن نعرف أين تقيم”، ويهدف إلى تخويف سكان الشمال في إسرائيل، كما تشير نبرة الفيديو إلى أن الحزب ينوي إطلاق سلسلة من الهجمات التي تقوم بإغراق القبة الحديدية ومقلاع داوود والدفاعات الجوية المتوسطة لإسرائيل.
ويظل عامل سوء تقدير من أحد الأطراف، هو ما يقود إلى نزاع غير محسوب. ومنذ الحرب على غزة، تبادل حزب الله وإسرائيل الضربات، وأكد الحزب أنه لن يوقف هجماته إلا في حالة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وفي الوقت وصلت فيه الحملة في غزة إلى المراحل الأخيرة كما يقول الجيش الإسرائيلي، إلا أنها تتصاعد بحدة من ناحية النبرة والخطاب. ففي الأسبوع الماضي، قتلت غارة إسرائيلية واحدا من أهم القيادات العسكرية لحزب الله وهو طالب سامي عبد الله، مما دفع الحزب لإطلاق 215 صاروخا، يوم الأربعاء، على شمال إسرائيل، وهو أقوى هجوم يشنه منذ ثمانية أشهر. ثم أتبع الهجمات هذه بإطلاق 100 صاروخ في اليوم التالي، ورغم عدم تسجيل ضحايا، إلا أن الضربات الصاروخية أدت لجرح جنديين إسرائيليين.
ومنذ الحرب الحالية في غزة، فقد تم تشريد حوالي 155,000 مدني بين الطرفين. وقامت إسرائيل بإجلاء سكان المناطق الشمالية الذين يقيمون في مناطق تبعد 5 كيلومترات عن الحدود، فيما تخلى 20,000 طوعا عن مساكنهم. وأجبر 75,000 من سكان البلدات والقرى في جنوب لبنان على ترك منازلهم في الجنوب.
وقالت ساريت زهاف، من مؤسسة ألما للتوعية الأمنية، إن الوضع الحالي في شمال إسرائيل لا يمكن الحفاظ عليه “هناك جبهة ثانية ويتعرض الجليل لضربات يومية وهجمات بالمسيرات والصواريخ والمقذوفات الصاروخية. هناك حرب وإن على مستوى منخفض. والسؤال هو كيف يمكن حلها، سواء من خلال عملية عسكرية شاملة أو نوع من وقف إطلاق النار؟”.
إلا أن الجنرال أساف أوريون يحذر من أي محاولة للحل العسكري الذي يتطلب غارات جوية مكثفة وغزوا بريا للبنان، وهذا يعني تعبئة كل القوات الإسرائيلية المتوفرة، واستمرار الوجود الأمني المؤقت في غزة والضفة الغربية. وقال إن عملية توغل سريعة تعني وضع ضغوط على الجيش المنهك من ثمانية أشهر في غزة.
ويقول أوريون إن ترسانة حزب الله من الأسلحة قد تؤدي إلى تدمير عشرات بل مئات المناطق في حيفا وحولها وفي الشمال. ويضيف: “بناء على رد فعل السكان، فستكون هناك إصابات بالمئات بينهم” وتهديد للبنى التحتية، خاصة أن الحزب لديه حوالي 400 صاروخ موجه.
وتشير التوقعات القاتمة إلى أن أي نزاع قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية فيما إن قررت إيران دعم الحزب في نزاع بالشرق الأوسط، وهو ما حاولت أمريكا تجنبه.
وتقول لينا خطيب، من تشاتام هاوس في لندن، إن الضغوط الدبلوماسية والواقع العسكري سيؤدي في النهاية لضبط الطرفين “يحضر كل من إسرائيل وحزب الله لتصعيد محتمل، إلا أنهما لن يستفيدا من حرب شاملة”.