عربي دولي – هلا نيوز
كشف موقع “بي بي سي” أن مليارديراً بريطانياً مسلماً قدم تبرعات مهمة لحزب الإصلاح المتطرف.
وفي تقرير أعده المحرر السياسي كريس ميسون، قال فيه إن رجل الأعمال، ضيا يوسف، قدم مئات الآلاف من الجنيهات لحزب الإصلاح الذي يتزعمه السياسي العنصري والكاره للإسلام نايجل فاراج، مبررا دعمه بأن بريطانيا “فقدت السيطرة على حدودها”.
ولم يتم الكشف عن المبلغ الحقيقي الذي قدمه يوسف إلى الحزب، مع أن “الإصلاح” يزعم أن التبرع هو الأكبر الذي تلقاه للحملة الانتخابية العامة والحالية.
وتعرّض فاراج لانتقادات عندما قال إن الكثير من المسلمين لا يدعمون قيم المجتمع البريطاني. وعندما سألته “بي بي سي” حول توصيف نقاد حزب “الإصلاح” بأن أعضاء فيه هم عنصريون، أجاب: “تؤمن قيادة الحزب وبقوة، بأنه يجب أن نحافظ على القيم البريطانية وحماية الشعب البريطاني بكل معتقداته الدينية أولا”.
وإلى جانب دوره كمتبرع، فإن رجل الأعمال البالغ من العمر 37 عاما، سيلعب دورا مهما في حملة “الإصلاح” الانتخابية، حسب اعتقاد “بي بي سي”.
وفي مقابلة مع صحيفة “ديلي تلغراف” التي كشفت أولا عن تبرعه للحزب، قال يوسف: “أحب بريطانيا وأنا وطني ومسلم بريطاني، وأعتقد أن غالبية المسلمين هم كذلك”.
وقال يوسف الذي حصل على 31 مليون جنيه من بيع تطبيقه للخدمات الراقية “فيلوستي بلاك” العام الماضي، بأن مستويات الهجرة “لا يمكن الحفاظ عليها” بشكل يجعل من الصعوبة بمكان على المهاجرين الشرعيين الاندماج، ويزيد من الضغوط على الصحة الوطنية.
وأضاف: “لقد فقدنا السيطرة على حدودنا، هذا هو رأيي وأعتقد أن هذا تقييم موضوعي”. وقال رجل الأعمال الذي جاء والداه من سريلانكا في الثمانينات من القرن الماضي وعملا في الخدمة الصحية: “نحن بحاجة إلى نقاش ناضج حول الهجرة بدون التنابز بالألقاب”.
وأشار إلى أن “واجبه الوطني” هو تمويل حزب نايجل فاراج الذي قال الشهر الماضي لقناة سكاي نيوز: “لدينا في هذا البلد عدد كبير من الشباب لا يؤمنون بالقيم البريطانية وهم في الحقيقة يكرهون كل ما نقف من أجله”، وعندما سئل إن كان يقصد المسلمين، قال: “نحن نتحدث عنهم”.
واتهمت زارا محمد، الأمينة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني، فاراج بأنه يقوم بنشر “خطاب تضليلي مرعب حافل بالإسلاموفوبيا والعنصرية”.
وقال حزب الإصلاح إن تبرع يوسف قدّم “قبل فترة” كتبرع واحد، ولم يظهر في أرقام تبرعات الأحزاب للجنة الانتخابات.
ولد يوسف في اسكتلندا، وانتقل إلى جنوب إنكلترا وحصل على منحة جزئية للدراسة في مدرسة هامبتون الخاصة. وعمل في غولدمان ساكس، ثم ترك العمل وبدأ تطبيق “فيلوستي بلاك” مع صديق دراسة سابق.
وحتى وقت قريب، كان يوسف من أعضاء حزب المحافظين، ولكنه تركه بسبب عدم قدرة حكومة ريشي سوناك على “اتخاذ القرارات الصعبة”. ورغم المقارنة مع سوناك، وكلاهما من أبناء المهاجرين وعملا في القطاع المالي ودرسا في المدارس الخاصة، إلا أن يوسف يرى أنه “ليس قادرا على الحكم” و”مهما كان في قلوب قادة حزب المحافظين، فإنه في الواقع منقسم وهناك اقتتال داخل الحزب”.