فر نحو 13 مليون أوكراني من ديارهم منذ بدء الحرب الروسية، بقي ما يقارب نصفهم داخل أوكرانيا، وتوجه النصف الآخر إلى الخارج، وفق المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الذي وصف الأزمة في أوكرانيا بأنها مأساة إنسانية وأزمة خطيرة للغاية.وتحدث غراندي عن 12-13 مليون شخص بين نازح ولاجئ، وقال إنه “عدد كبير من السكان … وهذا مشابه للأزمة السورية من حيث العدد”.
وأشار غراندي إلى عودة بعض اللاجئين من الخارج بدون أن يحدد عددهم.ورأى المفوض السامي أن أزمة اللجوء والنزوح الأوكرانية مستجدة، وتحصل على اهتمام أكبر، كما أن احتياجاتها أكبر خصوصا بشأن النازحين داخل أوكرانيا، والشتاء مقبل، مضيفا أن “الشتاء قاس جدا” في أوكرانيا التي تعد من أبرد بلدان العالم.وتعتزم المفوضية تكثيف عملها في فصل الشتاء في أوكرانيا لمساعدة الناس على مواجهة الشتاء وخاصة الأشخاص النازحين وبدون مأوى، بحسب المفوض السامي.
واستدرك غراندي بقوله إن “الشتاء أيضا قاسٍ في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الأردن وسوريا”، لذلك فإن المفوضية طالبت بالحصول على مبلغ يتراوح بين 250 مليونا و300 مليون دولار لإنهاء عام 2022 بدون تقليل الأنشطة في البلدان المتعلقة بالوضع السوري، للتغلب على مشقة الشتاء أيضا.
ووصل عدد اللاجئين من أوكرانيا المسجلين في جميع أنحاء أوروبا (بما يشمل روسيا وبيلاروس) إلى 7.278696 لاجئا، حتى الخميس الماضي.وتسبّبت الحرب الروسية في أوكرانيا المستمرة منذ 24 شباط/ فبراير بأكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقبل بدء الحرب، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليونا في الأراضي التي تسيطر عليها كييف ولا تشمل شبه جزيرة القرم (جنوب) التي ضمتها روسيا في العام 2014 ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.
وقال غراندي، إن الأزمة في أوكرانيا استوعبت الكثير من الموارد الموجهة للقضايا الإنسانية، وأشار إلى أن الموارد المتاحة أصبحت محدودة بشكل أكبر.
ودعا المفوض السامي الدول المانحة لعدم التوقف عن الدعم في الأزمات الأخرى، وعدم نسيان الأزمات الأخرى في سوريا واليمن وفي أماكن أخرى لأن “الناس تعاني في أماكن كثيرة والأوكرانيون يعانون وكذلك يعاني السوريون واللاجئون في الأردن ولبنان”.
في آذار/مارس الماضي، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن الأردن يقف مع المجتمع الدولي في جهوده لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين، لكن شدّد أن بروز أزمة جديدة لا يعني أن الأزمات السابقة وتبعاتها انتهت، ما يوجب استمرار إيلاء الاهتمام اللازم بضحايا الأزمات السابقة وتلبية احتياجاتهم