د. احمد الهباهبه
مع دخول الحرب على غزة يومها 139، يزداد الوضع الإنساني سوءًا حيث أصبح شبح المجاعة كابوسا يخيم على سكان القطاع، في ظل تحذيرات الأمم المتحددة من أن نصف مليون شخص في غزة باتوا على حافة المجاعة.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل أن الإحتلال الإسرائيلي بات يستخدم جثث الشهداء أوراقًا للمساومة، حيث تحتجز إسرائيل نشطاء حماس ومات العديد من هؤلاء الأسرى.
وفي الحرب الحالية وفي الصراعات السابقة، تبنى الاحتلال سياسة الاحتفاظ بجثث الفلسطينين من الأسرى، لسنوات في كثير من الأحيان، حتى يمكن استخدامها كورقة مساومة.
يقول عصام العاروري ، وهو فلسطيني يدير مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان في مقابلة أجريت معه في مكتبه بمدينة رام الله بالضفة الغربية: “في بعض الأحيان نشعر أن الأمر تعسفي”. “إذا شعرت إسرائيل أن هذا الرجل ذو قيمة بالنسبة لحماس، وأنها قد تدفع ثمناً له، فإن إسرائيل ستحتفظ بالجثة بالتأكيد”.
وقد عملت مجموعته على هذه القضية لسنوات، ورفعت دعاوى قضائية متعددة سعيًا للإفراج عن جثث الفلسطينيين، وقامت بإعداد كتيب من 83 صفحة حول هذه الممارسة المتمثلة في احتجاز الموتى كورقة مساومة، حتى أن المجموعة لديها اسم لها: “سياسة الموت”.
ويأتي هذا مع اعلان وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى 29 ألفاً و410، إلى جانب 69 ألفاً و465 حالة إصابة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، في وقت أشارت اوزارة إلى وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال طواقم الاسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
أما عن المفاوضات بشأن الأسرى فإن هناك تفاؤلًا حذر بدى يلوح في الأفق للمرة الأولى منذ عدة أسابيع، ظهرت الليلة الماضية مؤشرات بشأن إمكانية إحراز تقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وهذا التغيير وفقًا لمراقبين حدث نتيجة لتجدد الجهود الأميركية التي دفعت نحو فتح انفراجة في الاتصالات التي يقودها رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ويشارك فيها أيضا مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك.