أكد وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي عزمي محافظة، رئيس اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم، أن تعليم الثقافة والفنون يسهم في تطوير القدرات الإبداعية والتفكير النقدي لدى الطلبة، ويمكنهم من إيجاد حلول جديدة للتحديات التي قد تواجههم مستقبلاً.
جاء ذلك خلال مشاركته الأربعاء، في مؤتمر يونسكو العالمي لتعليم الثقافة والفنون الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة بأبو ظبي، بمشاركة وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وأمين سر اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم ابتسام أيوب، ومديرة الشؤون القانونية في وزارة الثقافة حلا حدادين.
وأشار وزير التربية في كلمة له بالجلسة الثالثة حول “تنمية المهارات اللازمة لبناء مستقبل مرن وعادل ومستدام”، إلى أن تعليم الثقافة والفنون يعد أساسياً في تزويد المتعلمين بالمهارات اللازمة لتحقيق الإزدهار في عالم سريع التغير.
وقال محافظة إن المتعلمين يصبحون قادرين على تحليل المفاهيم والأفكار بطريقة شاملة ومتكاملة، ويطورون من مهارات التفكير الابتكاري والإبداعي لديهم، ويمكّنهم من اكتساب القدرة على التعبير عن أفكارهم بطرق مبتكرة وفعالة.
وبين أن تعليم الثقافة والفنون يعمل على تعزيز الوعي الثقافي والمجتمعي عند الطلبة، ما يساعدهم على تفهم التنوع الثقافي والاحترام المتبادل بين الناس، وبهذه الطريقة، يمكن لتعليم الثقافة والفنون أن يسهم في بناء مجتمعات متعددة الثقافات ومنفتحة على التغيير والتطور.
وأوضح أن الرؤية الملكية السامية ومنذ تأسيس الدولة الأردنية، كان لها الأثر الأكبر في تنمية الحركة الفنية بتأسيس الإذاعة الأردنية، وجعل قسم خاص منها للموسيقا والدراما، مبينًا أن استمرار تلك الرؤية في دعم المسيرة الفنية بافتتاح المتاحف، والاعتناء بالتراث الفني، وتأسيس كليات الفنون في الجامعات الحكومية والخاصة، وإنشاء المسارح، وتأسيس نقابة الفنانين ورابطة الفنانين التشكيليين، وتضمين الفن في المنهاج التدريسي أدى إلى ازدهار الحركة الفنية وامتدادها في مختلف أنحاء الأردن.
ولفت الوزير إلى أن منهاج التربية الفنية والموسيقية والمسرحية يستند على مصادر قانونية ووثائق رسمية، آخذاً بعين الاعتبار الإطار العام للمناهج ومحتوياته من قضايا ومفاهيم عابرة للمواد ومهارات القرن الواحد والعشرين والترابط مع مختلف المواد الأخرى.
وأضاف محافظة أن محتوى المنهاج الأردني للتربية الفنية والموسيقية والمسرحية يرتبط بمجموعة من المعايير من أهمها: أن الفن هو شيء أساسي في حياة الإنسان، وبالتالي فإن تنمية الذوق الجمالي وروح التعاون من أساسيات تكوين الإطار الخاص لهذا المبحث، ويسعى أيضاً لتنمية النواحي الإبداعية للطالب، وتعزز الفنون الابتكار والخيال والتعبير الذاتي.
وبين أن الوزارة تسعى من خلال تدريس مفهوم التربية الفنية في التعليم العام وما يقدمه للطلبة إلى توظيف فروع الفن المتنوعة في تنمية شخصية المتعلم وتقبل الآخر والتنوع الثقافي، وتحقيق التكامل المعرفي مع باقي التخصصات الأكاديمية العلمية منها والأدبية، وتحسين التحصيل الدراسي لدى طلبتنا من خلال مهمات تدريسية في جميع الوحدات الدراسية ترتبط بباقي المواد الدراسية في تكامل مخطط له، ثم مواكبة للتطورات الحالية المحلية والعالمية.
وأشار محافظة إلى أن الوزارة أعدت بالتعاون مع المركز الوطني لتطوير المناهج الإطار الخاص لمبحث التربية الفنية والموسيقية والمسرحية من الصف الأول الأساسي لغاية الصف الثاني عشر، مبينًا أن هذا الإطار يسعى إلى تنمية الذائقة الفنية والجمالية للطالب وجعله قادراً على التذوق والنقد البناء وتسهم في الحفاظ على التراث الفني المحلي مع الاطلاع والمعرفة بالفن العالمي لمختلف الثقافات من خلال دراسة التاريخ والنظريات، والتحليل، والتركيب، والنقد، والتطبيق العملي ضمن الإمكانيات المتاحة وفي حدود الالتزام في ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده.
ولفت إلى أن المناهج الجديدة تسعى إلى تنمية مهارات القرن الواحد والعشرين كالتفكير الناقد والإبداعي والعمل الجماعي والتعاون والبحث والاستقصاء، والاستكشاف، واعتماد استراتيجيات وطرائق حديثة في التعلم والتعليم وتوظيف التكنولوجيا الحديثة وما أمكن من مصادر التعلم المتاحة ضمن رؤية مستقبلية.
ويهدف المؤتمر الذي انطلقت اعماله في 13 ويستمر حتى 15 شباط الحالي، إلى تنشيط وتقوية تحالف عالمي لتعليم الثقافة والفنون، إضافة إلى صياغة السياسات والأفكار والممارسات لتزويد جميع المتعلمين بشكل أفضل بالمعرفة والمهارات ذات الصلة التي يحتاجون إليها حالياً وفي المستقبل.
وسيضم المؤتمر وزراء الثقافة والتعليم من جميع أنحاء العالم بهدف اعتماد إطار اليونسكو لتعليم الثقافة والفنون، وتوحيد وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة والمنظمات الدولية الحكومية وشبكات اليونسكو والشركاء في مجال الثقافة والتعليم من أجل تبادل الممارسات والأفكار المبتكرة، وتعزيز التحالف العالمي لتعليم الثقافة والفنون.