الذي حدث في 7 أكتوبر أن طائر العنقاء ولد من جديد.. هذه كل الحكاية يا سادة يا كرام..! كل الذين اعتقدوا قبل هذا التاريخ أن القضية الفلسطينية ماتت وأن على الفلسطينيين أن يبحثوا عن “المَمْ” فقط وعليهم أن يعيشوا ويسكتوا؛ نسى “أبناء الكذا والكذا” أن فلسطين هي العنقاء حقيقة لا خيالًأ وخرافةً.. نسوا أنها تبني عشّها على كل أشجارها في أرضها وتضع بيضتها ولا تحدّد للآخرين مكانها؛ لتحرق العشّ وتولد من جديد بصوت أجمل وفضاءاتٍ أوسع وآفاق للطيران لا حدود لها..!
ما تفعله فلسطين اليوم أنها تعيد ترتيب العالم ولو على حساب دمها وروحها.. إنها تخلخل الفاسد المسقرّ في كل قرية وحارة.. إنها تستدعي الضمير الذي تلبّد من كثرة ما أهالوا عليه التراب.. إنها تعيد زلزلة النخب الحاكمة التي جاءت على ظهر الديمقراطيّة الزائفة لتجعل الشعوب التي انتخبتها تضع إصبعها في أعين تلك النُّخب وتقول لها: إن لم تري الصورة الدامية بوضوح فلا داعٍ لهذين العينين..!
إنها فلسطين.. التي كلّما ظنّوا أنها احترقت واستسلمت لرمادها.. صار الرماد زوبعة وأقلق العالم؛ فلا راحة للعالم دون راحة فلسطين.. فلسطين التي أبيدت مراتٍ عديدة ولكنها لم تمت.. فلسطين التي ليس لأمة على وجه الأرض عدد أبطالها ولا حكايات أسطوريّة مثلها..!
عنقاءُ لا تعبٌ بها ولا دلَعُ
لا النارُ تأكُلها.. جيناتُها وَلَعُ
كامل النصيرات