أكدت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، أن نقل المرضى الأكثر عرضة للخطر من مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة بات “مهمة مستحيلة”.
ونددت البعثة الإسرائيلية في جنيف نهاية الأسبوع، بمنظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لانتقادها دعوة إسرائيل منذ شهر للمدنيين والمرضى لمغادرة المستشفى الرئيسي في القطاع المحاصر.
وتعرّضت إسرائيل لضغوط دولية متزايدة؛ بسبب عدوانها المستمر منذ أكثر من شهر على القطاع الساحلي.
واستشهد أكثر من 11500 فلسطيني في قطاع غزة جراء استمرار العدوان الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وقُتل 1200 شخص في عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس، واحتجزت نحو 240 رهينة بحسب ما يقول مسؤولون إسرائيليون.
وأكدت البعثة الإسرائيلية بأن “المجتمع الدولي كان بإمكانه تسهيل نقل المرضى، لكنه لم يقم بأي شيء، باستثناء توبيخ إسرائيل، وإعطاء حماس بطاقة مرور مجانية”.
لكن منظمة الصحة أشارت إلى أن نقل المرضى الأكثر ضعفا سيؤدي حتما إلى حالات وفاة.
وقالت الناطقة باسم المنظمة مارغريت هاريس، للصحفيين في جنيف: “السبب الذي دفعنا للقول إنه لا يمكن إجلاء الناس هو قبل كل شيء.. أن الناس في المستشفيات معرّضون للخطر بشكل كبير، إنهم يعانون من المرض الشديد. لذا فإن نقلهم مهمة مستحيلة”.
وأضافت أن ذلك سيكون بمثابة “الطلب من الأطباء والممرضين نقل أشخاص رغم معرفتهم بأن الأمر سيقتلهم”.
وتابعت “ولم ستحتاجون لنقلهم؟ يجب ألا يتعرّض مستشفى للهجوم إطلاقا. المستشفى ملاذ آمن. إنه أمر متفق عليه بموجب القانون الإنساني الدولي”.
ويدعي جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه وصل إلى بوابات مجمع الشفاء الاستشفائي الضخم.
يفيد أطباء بأن الآلاف عالقون في ظروف مروعة.
وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على منصة “إكس” بأنه بموجب القانون الإنساني الدولي، فإن “المستشفيات محمية بسبب وظيفتها المتمثلة بإنقاذ حياة المصابين والمرضى”.
وشددت على أنه بينما يمكن للمستشفيات أن تخسر هذه الحماية في ظل ظروف محددة، إلا أن ذلك “ليس رخصة مفتوحة للقتل”.
وتدعو إسرائيل سكان شمال غزة باستمرار للانتقال إلى جنوب القطاع.
وأشارت هاريس إلى نقص في إمكانات الرعاية الصحية في جنوب غزة إذا إن الجزء الأكبر من الرعاية الصحية، وخصوصا للحالات الأكثر تعقيدا، كان يتم توفيره في الشمال.
وأكدت أن العديد من المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال مرضى جدد.
وقالت: “إن نقل المرضى من الشمال قد يؤدي إلى مقتلهم.. أين تضعونهم؟”.
وتابعت: “هناك أسباب واضحة جدا تجعل من ذلك أمرا غير قابل للتطبيق بأي شكل كان”.