تتوقع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، تبدأ من الضفة الغربية، في ظل التصعيد المتواصل مؤخرا في مدن الضفة وخصوصا نابلس وجنين.
ووفقا للمحلل العسكري بصحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هرئيل، فإن أجهزة المخابرات في “إسرائيل” لا تعرف كيف تتنبأ حول موعد حدوث نقطة تحول لجر الضفة الغربية إلى تصعيد كبير، خاصة مع التحذير الاستراتيجي الذي قدمته شعبة الاستخبارات قبل 6 سنوات، بخصوص مثل هذا السيناريو.
وأشار إلى أنه طوال الفترة الماضية، ازداد الإحباط الفلسطيني في الضفة الغربية بشكل كبير، والانتقاد الداخلي للسلطة الفلسطينية، مشيرا الى ارتفاع أعداد المستوطنين في الضفة الى 450 ألف مستوطن و300 ألف آخرين في مستوطنات القدس المحتلة.
وأوضح المحلل الإسرائيلي، أن الخطورة تكمن في أن اشتعال الأوضاع وتنفيذ مزيد من الهجمات واتساعها يتطلب صراع آخر يتمثل في حماية أكبر وفرض أمن شديد لحماية المستوطنين مع تزايد أعدادهم.
وأشار إلى أن حالة غياب اتفاق سياسي، يعني استمرار الصراع وإدارته إلى الأبد دون تحمل أي عواقب، مبينا أن الوصول لمثل هذا الحل يبدو وهما، والوضع على وشك الانهيار في أرض الواقع.
ولم يخف هرئيل أن مخاطر التصعيد المحتمل حالًيا في الضفة الغربية أعلى من غيره في المناطق الثانية، مبينا أن الصعوبة الرئيسية التي ظهرت هذا العام، هو عدم القدرة على وقف دخول “الإرهابيين” بشكل كامل عبر خط التماس، والقيام بعمليات إطلاق نار وطعن في مناطق الخط الأخضر.
ولفت الى ارتفاع كبير وملحوظ في أعداد عمليات إطلاق النار وخاصة أثناء عمليات الاعتقال، وكذلك محاولات شن هجمات في الضفة ضد معسكرات ومستوطنات.
وأرجع هرئيل، ما يجري إلى عدة أسباب من ضمنها ضعف سيطرة السلطة الفلسطينية، وظهور الخلايا المحلية بعد أن تركت السلطة فراًغا في بعض مناطق شمال الضفة الغربية، إلى جانب الركود السياسي من قبل إسرائيل والالتزام فقط ببعض الإيماءات الاقتصادية.
وأكد أن هناك مخاوف إسرائيلية حقيقية من فترة تصعيد طويلة تمتد لانتفاضة ثالثة أو نسخة قريبة منها، وهذا ما يظهر في محادثات كبار المسؤولين الأمنيين في الشاباك وأمان وقيادة الجيش الإسرائيلي في الضفة.
ووصف ما يجري بالانزلاق البطيئ لأسفر منحدر، خاصة في ظل امتناع السلطة عن الدخول إلى تلك المناطق، وتأجيج حماس للوضع رغم أنها لا تسيطر عليها، مبينا أن هذا يدفع الجيش الإسرائيلي لتعميق نشاطاته ضمن خطة “جز العشب” والتي أدت لاعتقال العشرات.
ووفقا لتقديرات جيش الاحتلال، فإن هناك 200 ناشط فلسطيني قد شاركوا مؤخًرا في الاشتباكات في نابلس وحدها، معتبرا أن هذه أرقام لم يشهدها في الضفة منذ سنوات.