هلا نيوز – الدكتور احمد الهباهبه
من منكم يتذكر الفاردة
ذكريات من عبق التاريخ البدوي الاردني تحمل في تاريخها اهمية و الذكرى الجميلة وعادات وتقاليد بلادنا الحبيبة وتحيي التراث الابوي العالق في اذهان الجميع انها ايها الكرام الفاردة.
سوف يسألني شخص ما هي الفاردة اولم يسمع بها اطلاقاً انها جاهة كبار الحي او البلد والذي نسميهم المجتمع المحلي عندها يقوم العريس ( او والده) بالدعوة للطعام الغذاء ويعزم الاقارب والاصدقاء وقبل ان يتناولوا وجبة الطعام تتوجهه جاهة من دار اهل العريس الى دار اهل العروس ويتخللها الطبل والزمر واطلاق ابواق السيارات ( الزامور) احتفاء بهذه المناسبة وتعبيرنا عن فرحة الاهل بالعروس الجديدة التي سوف تدخل منزلهم وتصبح واحدة منهم وخلال رحلة العودة الى دار اهل العريس تلف السيارات العديد من المناطق حول الديار وبالسابق لم يكن هناك سيارات كانوا يستخدمون الباصات الكبيرة وايضا لوعورة الطريق كانوا يستخدمون الدواب وبالاكثر الجمل حيث يوضع الهوداج على ظهر الجمل وتدخل لتركب وتجلس بداخله العروس وكان للفاردة اهمية على قلوب الجميع فهي تعني الجاه والعز وكانوا يوكلون امرهم لشيخ العشيرة ليذهب هو ومن معهم من شيوخ العشيرة الى مضارب اهل العروس ويحضرون العروس معهم ومن المتعارف عليه فان العريس لايذهب لاحضار العروس بل يكون في منزل احد الاصدقاء تجهيزا للزفة العريس
ومن خلال الجاهه التي ذهبت الى مضارب اهل العروس كانوا يسالون اذا كان خال العروس يرغب في شي فان هناك واجب العباءة عليهم تقديمه له في حال طلب ذلك وبعد ذلك يأذن لهم بأخذ العروس والتوجه بها من خلال زفة طويله وترافق العروس امها واختها الكبيرة او عمتها وتمض الفاردة وسط الاغاني ولاهازيج الخاصة بهذه المناسبة لتصل منزل العريس ويكون هناك كما كانوا يسمونه بالسابق لوج حيث يوضع كراسي عدد 2 واحد للعريس وواحد للعروس.
ويتم الفرح والاحتفال بهم بعيدا عن الصالات والعادات الغربية على مجتمعنا والمكلفة والمرهقة للعريس واهله وتحافظ بنفس الوقت على العادات والتقاليد البدوية.
ونجمع الود والتقارب والمحبة بين العشائر والاقارب وليس الصالات التي تجلس بها ولايعرف احدهم الاخر النصف هذا لاهل العريس والنصف المقابل لاهل العروس كاننا دخلنا معركة ومن ينتصر اولاً.
رحم الله ايام الفاردة، فاردة الرجال الاكارم